تعتريني (فوبيا) حقيقية كلما صادف أن سرت في الشوارع العامة خلف شاحنة من الشاحنات العابرة للطرقات. وهذه الفوبيا ليس لها علاقة بمرض نفسي أو اعتلال ذهني أو أثر ما قدم لأفلام الأكشن، بل لها علاقة بمرض الواقع، فواقع المرور مريض ومعتل لم تتنبه له إدارة المرور بالرغم من ظهور أعراض اعتلال خطوط السير بضيق سعتها وازدحام خطوطها وإهمال وسائل السلامة من قبل المرتادين لتلك الخطوط. والحديث هنا منصب على الشاحنات وسيارات النقل المختلفة التي تسير حاملة الموت من خلال حمولاتها المختلفة من غير حذر أو تلطف في خلق وسائل تقي الناس من أخطارها. تصور وأنت لست في حاجة لهذا التصور كوننا جميعا نعيش هذه المأساة.. تصور أن تسير خلف شاحنة تحمل أطنانا من الحديد أو أرتالا من السيارات أو شاحنة تحمل شاحنة أو تحمل أدوات بناء أو معدات كهرباء وتسير كما يعن لسائقها من غير الالتزام بمسار أو سرعة محددة أو تطبيق وسائل سلامة. يحدث هذا الذي يجب أن يستفز إدارة المرور أو ينشط قراراتها لمتابعة ما يحدث من قبل هذه الشاحنات وسائقيها من عبث واستهتار بقواعد الأمن والسلامة. وفي معظم الحوادث المرورية تكون سيارات النقل قاسما مشتركا في تلك الحوادث وغالبا ما تكون نتائجها إحداث وفاة وإصابات بليغة، وغالبا ما تكون الوفيات بالجملة، وخلال الأسبوع الماضي فقدت أسرة خمسة من أفرادها نتج عن حادث مروري تسبب في إحداثه شاحنة كانت تحمل صخرة ضخمة تدحرجت وسقطت على سيارة تلك العائلة وأودت بحياتهم جميعا. وإن كانت إدارة المرور تحمل السرعة السبب الرئيس في ارتفاع نسب الحوادث وما ينتج عنها من وفاة، إلا أن الواقع له رأي آخر يتمثل في عدة مسببات لا تحظى بالتركيز والاهتمام اللازمين، منها سوء الطرق وسير الشاحنات من غير توفر وسائل السلامة وإن كان سوء الطرق يمكن ملامة وزارة النقل إلا أن عدم مراقبة الشاحنات وإلزامها بتوفير وسائل السلامة هو من صميم عمل المرور، كما أن ماراثون سباق الشاحنات في الطرقات يجب أن يثير اهتمام المرور من خلال تكليف رجاله الراجلين والراكبين بتتبع ظاهرتين غدت من سمات الشاحنات وسيارات النقل وهما السرعة وعدم توفير وسائل السلامة. والأمنية ألا تذهب مناداتنا تلاحق ما سبقها وكأنها شاحنة تم التغاضي عنها لعدم توفير نية المتابعة.