ورأت الشاعرة الأكاديمية الدكتورة هند المطيري أنه «يقترب المعرض وتقترب معه الفوضى التي لا تعرف الترتيبات، ولا تعترف بالتخطيط، ولا تؤمن بأهمية تحديد الهدف، وفي هذا كله يشترك الناشر والقارئ؛ لذا ظل الغيورون ينادون لسنوات طويلة بما أسموه الثقافة الشرائية، التي يظنون أنها تجعلك فطنا تعرف كيف تختار ولم تختار». مؤكدة: «شخصيا أرى بأننا- في اقتناء الكتب خاصة- بحاجة إلى الثقافة القرائية لا الثقافة الشرائية؛ لأننا- للأسف- شعب مغرم بالشراء، شراء أي شيء، ومن ثم فمن الصعب تغيير ذلك فينا، لكن بالإمكان توجيه الميل إلى الشراء وتهذيبه. نحن بحاجة ماسة إلى نوع جديد من الثقافة القرائية؛ ينتهج سياسة تعديل مسارات القراءة وتغيير توجهات القراء؛ كل ذلك باعتماد الطرق نفسها التي يستخدمها الناشرون في الإغراء؛ مثل الدعايات والملصقات والنشرات. ومع أننا تأخرنا كثيرا في التوعية، لكن أتوقع أن التلفزيون يجب أن يقوم بهذه المهمة في الفترة السابقة للمعرض، وأن دوره ينبغي ألا يقتصر على التغطية الإعلامية للفعاليات أثناء انعقاده». وأشارت المطيري إلى أنها «تعتقد أن القنوات التلفزيونية يجب أن توجه جهودها إلى دعم القراءة، وتشجيع القراء على اختيار الكتاب بروية وتخصص، وألا ينساقوا وراء بريق العناوين التي تبدو كالبرق الخلّب، بعض الكتب ذات العناوين المدوية تستخسر- بعد قراءتها- الحبر والورق، فكيف بالمال والوقت، لذا أنادي بالتوعية القرائية، ولا شيء غيرها».