غاب الفوز العربي في سباق زيوريخ لرئاسة الفيفا إلا أن الزغرودة العربية كانت حاضرة، فالحاكم الجديد للإمبراطورية الكروية جاني اينفانتينو «عربي» بالمصاهرة. ففي بلدة بر الخريبة بمنطقة الشوف وفي مناطق أخرى من لبنان كانت هناك مظاهر علنية للفرح، فإن كان الفوز قد تخطى المرشحين العربيين سلمان بن إبراهيم وعلي بن الحسين إلا أن اللبنانية لينا الأشقر زوجة المرشح الفائز غسلت الخيبة العربية المتوارثة، وأبقت الفرح بطعم عربي. فالمعلومة لم تكن قبلا متاحة للكثيرين ممن تابعوا السباق الخماسي لخلافة سيب بلاتر، فضباب الفضائح بالمؤسسة الكروية العريقة كان يعمي الأبصار، بل كان جل الحديث عن التواري المخجل لميشيل بلاتيني من واجهة السباق في اللحظات الحاسمة أكثر من التقليب في صفحات المرشحين الآخرين. فجاني انفانتينو الذي دفعته الأشقر لمعركة الفيفا كانت بقريحة الأنثى العربية تؤمن بالمثل القائل بأن وراء كل عظيم امرأة، وأن زوجها الأصلع الذي رضع المهنة من ثدي الاتحاد الأوروبي سيصبح فرس الرهان متى ما وضعت يدها في يده وألقت في جوفه ما يحتاجه لأجل الفوز. فأم البنات الأربع التي تعلمت أسرار كرة القدم على يد رهيف علامة ونبيل الراعي لسنوات عدة كانت فيها سكرتيرة ومساعدة للاثنين وجدت في زوجها الأوروبي مشروعا مربحا للشراكة المزدوجة في البيت والعمل معا. فبعد ارتباطهما في 2001، وكان وقتها موظفا لم يكمل عامه الأول في الشؤون القانونية والتجارية بالاتحاد الأوروبي أصبح الرجل المغمور زوجا ناجحا وإداريا مرموقا دفع بالديك الفرنسي ميشيل بلاتيني بعد 9 سنوات فقط لأن يعهد إليه بمنصب الأمين العام لاتحاد القارة العجوز. وعندما تفجرت الفضائح وسقط بلاتر ورموز إمبراطوريته دفعت الأشقر برجلها الأصلع ولم تتركه وحيدا، فقد تنقلت معه في أكثر من 150 دولة كانت ترتب خلالها برنامجه الانتخابي وتتأكد حتى من ربطة عنقه قبل أن تقدمه لمنتظريه. وعندما بدأت المعركة في زيوريخ كانت إلى جواره توقد شموع الثقة في داخله، فالمرأة الحديدية وبفطرتها العربية كانت تدرك أن صراع سلمان وابن الحسين سيقود زوجها للكرسي الرفيع، وأنها قريبة من أن تصبح السيدة الأولى في دولة كرة القدم.. وقد كان!.