انتخب السويسري جياني إنفانتينو رئيساً جديداً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس (الجمعة) في الجمعية العمومية غير العادية في زيوريخ، ونال إنفانتينو 115 صوتاً في الجولة الثانية من التصويت، في مقابل 88 صوتاً للبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، وحصل الأردني الأمير علي بن الحسين على أربعة أصوات، ولم ينل الفرنسي جيروم شامباني أي صوت. وخلف السويسري مواطنه العجوز جوزيف بلاتر الذي تولى الرئاسة أربع ولايات متتالية، منذ 1988 حتى الثاني من حزيران (يونيو) 2016 حين اضطر إلى الاستقالة إثر فضائح الفساد التي ضربت أهم منظمة كروية في العالم، وكان أي مرشح بحاجة إلى الحصول على نصف الأصوات زائداً واحد، أي 104 أصوات، للفوز في الجولة الثانية من التصويت. ويحق ل207 اتحادات وطنية فقط التصويت في الانتخابات بسبب إيقاف اتحادي الكويت وإندونيسيا من «فيفا» بسبب التدخلات السياسية في شؤونهما. وكان إنفانتينو حصل على 88 صوتاً في الجولة الأولى، في مقابل 85 صوتاً للشيخ سلمان و27 صوتاً للأمير علي، و7 أصوات لشامباني، وكان المرشح الخامس للانتخابات الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل أعلن انسحابه عند إلقاء كلمته الأخيرة المخصصة للمرشحين قبل بدء عملية التصويت مباشرة. وانتهت مهمة الكاميروني عيسى حياتو، الذي تولى الرئاسة بالوكالة بعد إيقاف بلاتر. وشاءت الأقدار أن ينتقل السويسري من أصل إيطالي جاني إينفانتينو من لعب دور الرجل المساعد للفرنسي ميشال بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي (فيفا) أمس (الجمعة) في زيوريخ. وكان ينظر إلى بلاتيني على أنه أقوى المرشحين لخلافة السويسري الآخر جوزيف بلاتر في رئاسة «فيفا»، بعد أن اضطر الأخير إلى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية وذلك بعد أربعة أيام فقط من فوزه بولاية خامسة على التوالي، إثر الضغوط الهائلة عليه نتيجة فضائح الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي. لكن بلاتيني أوقف مع بلاتر من لجنة الأخلاق في «فيفا» لمدة ثماني سنوات (قلصت إلى ست سنوات) نتيجة دفعة «مشبوهة» تلقاها الأول من الثاني عام 2011 عن عمل استشاري قام به الفرنسي لمصلحة «فيفا» بين 1999 و2002 بعقد شفهي. ولجأ الاتحاد الأوروبي في اليوم الأخير لإقفال باب الترشيحات لرئاسة «فيفا» في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى ترشيح أمينه العام في خطوة احتياطية للإبقاء على مرشح أوروبي للرئاسة، إذ كان بلاتيني في حينها يواجه إيقافاً موقتاً لمدة 90 يوماً قبل أن تفرض لجنة الأخلاق عقوبة الإيقاف لثماني سنوات. وأكد الاتحاد الأوروبي لدى ترشيح إينفانتينو: «نعتقد أن جاني إينفانتينو يملك المؤهلات المطلوبة للتصدي للتحديات الكبيرة وقيادة فيفا على طريق الإصلاح لاستعادة نزاهته وصدقيته، هو يعلم أن له دعمنا الكامل في حملته ليكون رئيساً لفيفا». وركز السويسري في برنامجه على الإصلاح كما سائر المرشحين بقوله ل«فرانس برس» في تصريح سابق: «الإصلاحات ليست بحاجة إلى أن يتم الاتفاق عليها، بل إلى تطبيقها أيضاً». وتابع: «وبالتالي فإنه من اليوم الأول، أي في 27 شباط (فبراير)، علينا أن نبدأ بتطبيق الإصلاحات، ومن خلال القيام بذلك بشكل يومي في الاتحاد الأوروبي، أعرف ماذا يعني ذلك الإدارة الجيدة، الشفافية المالية، وهيكلية التغييرات التي يتم اقتراحها». وأوضح أيضاً: «ستكون هناك إصلاحات وسيحصل تغيير في القيادة، ولكنه الوقت المناسب، لأنني أعتقد فعلاً بأنه من المهم عندما تتحدث عن فيفا أن تتكلم مجدداً عن كرة القدم، وليس فقط عن كل الأمور التي للأسف تصدرت العناوين في الفترة الأخيرة». كما أطلق وعوداً بمنح الاتحادات الوطنية الأعضاء مبالغ تصل إلى 5 ملايين يورو في فترة ولايته لأربع سنوات في حال انتخابه. وكشف المحامي السويسري عن رغبته في تعيين مزيج من النساء وغير الأوروبيين في المنظمة الغارقة في الفساد، وأيضاً عن تعيين أمين عام ل«فيفا» من خارج القارة الأوروبية.