تتجه أنظار العالم اليوم نحو مدينة زيوريخ السويسرية، حيث تشهد الإعلان عن الرئيس الجديد والتاسع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية حيث استقرت اللجنة المشرفة على انتخابات الفيفا على قبول أوراق خمسة مرشحين هم السويسري جاني إنفانتينو، والفرنسي جيروم شامبين، والأمير الأردني علي بن الحسين، والبحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، إذ يتنافسون على تولي عرش أعلى سلطة رياضية بعد أن اجتاحتها سلسلة من عواصف الفساد التي شطبت كثيرا من بنود الثقة مع الرياضيين حول العالم، وفيما يلي أبرز اللمحات في ملفات الخماسي الذي يتنافس على الظفر بمنصب الرئيس. سلمان الأوفر حظا يبدو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الأوفر حظا في رئاسة الاتحاد الدولي، ويخوض الانتخابات بثقة عالية استمدها من حجم الدعم المتزايد الذي بات يتمتع به في أوساط الاتحادات الوطنية في مختلف قارات العالم، أجمعت غالبية وسائل الإعلام العالمية على أنه يتصدر السباق وذلك بالنظر إلى حجم التأييد الواسع الذي يحظى به في كل من قارتي آسيا وأفريقيا، إلى جانب قدرته على كسب ثقة العديد من الاتحادات الوطنية في القارات الأخرى. وأشار العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية إلى أن البرنامج الانتخابي الطموح الذي قدمه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ترك أصداء إيجابية على ساحة كرة القدم العالمية لما يتضمنه من رؤى وأفكار متميزة تصلح لإعادة هيكلة الاتحاد الدولي وفق أسس سليمة وعلى أرضية صلبة تمهد الطريق أمام تحقيق الإصلاح الحقيقي في مسيرة (فيفا). واعتبرت وسائل الإعلام أن تجربته في قيادة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعتبر من العوامل المهمة التي تمنحه نقاطا إضافية في سباق الترشح لرئاسة (فيفا)، على ضوء المنجزات الواسعة التي حققها الاتحاد القاري تحت قيادته، ونجاحه في إعادة الاستقرار والوحدة للكرة الآسيوية بعد أكثر من عامين عاشهما الاتحاد تحت وطأة المشاكل المتعددة التي كادت تعصف بمسيرته. إنفانتينو مرشح «العجوز» شاءت الأقدار أن ينتقل السويسري من أصل إيطالي جاني إنفانتينو من لعب دور الرجل المساعد للفرنسي ميشال بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى مرشح القارة العجوز لرئاسة الفيفا، وكان ينظر إلى بلاتيني على أنه أقوى المرشحين لخلافة السويسري الآخر جوزيف بلاتر في رئاسة الفيفا، بعد أن اضطر الأخير إلى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية وذلك بعد أربعة أيام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي، إثر الضغوط الهائلة عليه نتيجة فضائح الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي، وبعد إيقاف بلاتيني لجأ الاتحاد الأوروبي في اليوم الأخير لإقفال باب الترشيحات لرئاسة الفيفا إلى ترشيح أمينه العام في خطوة احتياطية للإبقاء على مرشح أوروبي للرئاسة، إذ كان بلاتيني في حينها يواجه إيقافا موقتا لمدة 90 يوما قبل أن تفرض لجنة الأخلاق عقوبة الإيقاف لثماني سنوات. وأكد الاتحاد الأوروبي لدى ترشيح إنفانتينو «نعتقد أن جاني إنفانتينو يملك المؤهلات المطلوبة للتصدي للتحديات الكبيرة وقيادة الفيفا على طريق الإصلاح لاستعادة نزاهته ومصداقيته. هو يعلم أن لديه دعمنا الكامل في حملته ليكون رئيسا للفيفا». ويعتبر إنفانتينو من المرشحين البارزين لخلافة بلاتر، إذ فضلا عن دعم القارة الأوروبية، حصل حتى الآن على دعم أمريكاالجنوبية (عشرة أصوات)، ومنطقة وسط أمريكا (سبعة أصوات). وركز السويسري في برنامجه على الإصلاح كما سائر المرشحين بقوله لفرانس برس في تصريح سابق «الإصلاحات.. ليست بحاجة إلى أن يتم الاتفاق عليها، بل إلى تطبيقها أيضا». ابن الحسين.. ممارس خبير عمل الأمير الأردني علي بن الحسين الذي يخوض مجددا انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ انتخابه نائبا لرئيس فيفا بين عامي 2011 و2015 على تطوير الكرة الآسيوية مع اهتمام خاص بالشباب وكرة القدم النسائية. ويعرف عن الأمير علي، المولود في 23 ديسمبر عام 1975، وهو ابن الملك الحسين بن طلال بأنه شخص متواضع، هادئ وإنساني جدا. وإلى جانب كونه نائبا لرئيس فيفا سابقا، فهو يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب آسيا، كما شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي. خسر الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي في مايو الماضي أمام السويسري جوزيف بلاتر الذي أعلن بعد أيام قليلة استقالته في ظل فضيحة فساد تضرب المنظمة الدولية. وستقام الانتخابات في 26 فبراير 2016 في زيوريخ، وقد أراد الأمير علي من خلال ترشحه تلميع صورة فيفا التي تلطخت في السنوات الأخيرة بسبب أعمال رشاوى. يقول الأمير علي إن كرة القدم العالمية «باتت في حاجة إلى حوكمة من طراز عالمي، ويتعين على فيفا أن يكون مؤسسة تتولى خدمة اللعبة وأن يشكل نموذجا يحتذى به في الأخلاقيات والشفافية والحوكمة السليمة». سيكسويل.. بصيص أمل ظن كثيرون منذ إعلان الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن هذا المناضل يحظى بدعم قارته، ما يجعله قادرا على لعب دور بارز مع الاقتراب من موعد الجمعية العمومية في 26 فبراير الجاري. وأعلن سيكسويل (62 عاما) في 24 أكتوبر الماضي ترشيحه لرئاسة أهم منظمة كروية في العالم، بعد إعلان اتحاد بلاده مساندته بالكامل: «دعم اتحاد جنوب أفريقيا بالإجماع ترشح طوكيو سيكسويل لرئاسة فيفا»، قبل أن ينتقده لاحقا لحملته السرية وابتعاده عن الساحة الإعلامية. وكان أسطورة كرة القدم الألمانية «القيصر» فرانتس بكنباور أول داعمي ترشح المناضل الجنوب أفريقي الذي أكد أنه بإمكان رجل الأعمال والمعتقل السياسي السابق لمدة 13 عاما الاعتماد على دعم الاتحاد الألماني، لكن الأخير دعم مرشح الاتحاد الأوروبي، السويسري جاني إنفانتينو بديل الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف. كما أن رفيق الزعيم نيلسون مانديلا لم يحصل على دعم قارته مع الاقتراب من موعد التصويت، إذ أعلن المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي في اجتماعه الأخير بتيغالي في الخامس من الشهر الجاري دعم رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة. شامباني.. الحلقة الأضعف يخوض الفرنسي جيروم شامباني انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون طموحات كبيرة لافتقاده إلى الدعم المطلوب خصوصا من قارته الأوروبية التي تقف خلف السويسري جاني إنفانتينو. وكان شامباني، الدبلوماسي السابق، حاول خوض الانتخابات الماضية التي أجريت في 29 مايو 2015، لكنه فشل بالحصول على دعم خمسة اتحادات وطنية حسب شروط الترشيح، وهو ما عمل على تأمينه للدخول في المعركة المقررة في 26 الجاري.