هاجم الدكتور عبدالله الغذامي الداعية عوض القرني ووصفه بال «جاهل»، موضحا أنه «جاهل بالحداثة كما أنا جاهل بالشريعة»، واتهم كتاب القرني الشهير (الحداثة في ميزان الإسلام) ب«كتاب في التجهيل، وغش للثقافة»، وقال الغذامي «إن هذا الفعل لا يجوز أمام الله، وعليه أن يتقيه». وشدد الغذامي في رده على سؤال طرحه الناقد علي فايع أن «الإشكالية في الأمم التي صدقت كلامه الجاهل»، مستشهدا بأنه «قال بكفر عدد من المثقفين، ووصف بعضهم بالملاحدة، وقد وصف الجابري بالشيوعية، ونسب إليه كلاما لم يقله، لأن الجابري أوردها في كتابه بهدف الرد عليها»، مستدلا بأنه لم يقرأ للجابري، «وليست الغيرة على الدين بهذه الطريقة». جاء ذلك في أمسية ثقافية عقدها «أدبي أبها» أمس الأول (الثلاثاء) تحت عنوان «الشاشة بوصفها مجازا ثقافيا»، وأدارها رئيس النادي أحمد آل مريع. ويذكر أن المحاضرة نقلت على الهواء مباشرة بالصوت والصورة عبر «اليوتيوب»، وأتت هذه الأمسية ضمن فعاليات أسبوع المفتاحة الثقافي. واستهل الغذامي المحاضرة بتأكيده أنه لم يحضر تكريم الأديب عبدالفتاح أبو مدين في ملتقى النص 14 بجدة بعد أن طلب منه الأخير أن يذهب لأبها ليقدم محاضرته. وأكد الغذامي «أن هناك نقلة نوعية كبرى بين القصيدة والشاشة، حيث استمر المجاز بين المرحلتين وهذا دليل على إخلاء نمط المجاز لمجاز آخر حل بدله»، وضرب مثالا بجامعة أكسفورد الشهيرة حينما ألغت كافة عقود الشعراء التي كانت تتعاقد معهم، وتحملت تكاليف إلغاء هذه العقود لثقتها بأن الشعر أصبح أقل عطاء خلال هذه الفترة رغم فخر الإنجليز بشعرهم. وتحدث الغذامي عن مفهوم النسيان الذي واكب عصر الشاشة، وانتشر بشكل كبير وواضح لأن الشاشة تخاتل الذاكرة، وتضخ فيها كما هائلا من المعلومات، بل أصبح النسيان ثقافة سائدة هذا اليوم، وأصبحت تعنى بتذكيرنا بمواعيدنا وأولوياتنا هذه الأجهزة والشاشات، واصفا المجتمع بأنه «كائنات شاشية، كون الثقافة البصرية والنسيان هما المجاز ما يميز ثقافة هذا العصر».