ثمن مثقفون لأدبي جدة اختياره لملتقى النص هذا العام محور القراءة لفترة الثمانينات من القرن الميلادي الماضي باعتبارها فترة الثراء الثقافي في المملكة وزمن مخاضات ومعارك الحداثة مع التيارات المتعددة في ذلك الحين. وأكد الأكاديمي الدكتور صالح معيض الغامدي أن الثمانينات شهدت حراكا فكريا وثقافيا وأدبيا منقطع النظير لم تشهده أي فترة من قبل وربما لن تشهده من بعد، ووصف المرحلة من عام 1980 حتى 1990 بالخصبة والمنتجة لتيارين متضادين وثالث توفيقي وإن كان هامشيا وغير مقنع للوسط الثقافي، وعزا الفضل فيما شهدته النخب الثقافية من تحولات وتفاعل ومناقشة قضايا جريئة إلى الحقبة الحراكية للحداثة والصحوة والسجال بينهما ما فتح أبواب أسئلة جوهرية مازلنا نطرحها حتى اليوم. فيما قال الناقد الأردني الدكتور محمد صالح الشنطي: حقبة الثمانينات حقبة بالغة الأهمية في تاريخ الثقافة في المملكة. وعدها مفصلا رئيسا في تاريخ الإبداع والحراك النقدي والفكري بأبعاده المتعددة، لافتا إلى أن تلك المرحلة كانت حاسمة في صياغة مستقبل الثقافة إذ تم الاصطفاف والفرز وتبلورت التيارات التي انتظمت فيها المواقف والرؤى لتعبر عن خصوبة وحيوية الإبداع والفكر ووصف الناقد الدكتور سعد البازعي الحقبة الثمانينية بالمنعطف المهم في تاريخ الحركة الأدبية في المملكة وبأنها استمرار لما قبلها وإرهاص لما بعدها بما قدمته من أسماء لافتة في الإبداع الشعري والقصصي والروائي والنقدي أثرت المشهد ومازال البعض يثريه كما وصف، مشيرا إلى أن مجابهة الحداثة من فئات متشددة يسترعي الانتباه كونها تركت أثرها على الإنتاج الإبداعي والثقافي، وقال الأكاديمي الناقد الدكتور حسين المناصرة إن اختيار أدبي جدة لقراءة فترة الثمانينات يشكل وعيا جماليا بأهمية العودة لحقب الحراك الثقافي، لافتا إلى أن تيار الحداثة أضاف بعدا لمفهوم التجديد والمعاصرة. ويرى الناقد الأكاديمي الدكتور محمد مريسي الحارثي الفترة الثمانينية أن أخصب أزمنة الحركة النقدية ما حرك السواكن وحول المجتمع إلى روح متحركة في اتجاهات عدة، وقال القاص خالد اليوسف: لا أنسى ما أحدثته الثمانينات من طفرات اجتماعية انعكست على حياة المواطنين ومسيرة الوطن تنمويا. واستعاد الكاتب سعد الرفاعي ما تركته الفترة من أثر غائر في مسيرة حركة النقد وما أسهمت به من تداعيات أنتجت معارك الحداثة مع تيارات تنتمي للمحافظة والأصالة. وقالت الأكاديمية الدكتورة سعاد المانع إن الثمانينات كانت تموج بالتطلع إلى كل جديد وكانت الحداثة والانتماء إليها أكثر هيمنة على الوعي النخبوي.