لا تزال رحى التعصب الرياضي تدور على نحو يفوق المألوف في الساحة الرياضية السعودية، وتطحن بكل سذاجة المفاهيم الأصيلة للمنافسة الشريفة بشكل أو بآخر، فبينما تناقلت وسائل الإعلام مقطعا صوتيا منسوبا للاعب دولي سابق يصف فيه فريق الهلال بألفاظ ومسميات مسيئة وغير وطنية، طفى على السطح مقطع مثير للغضب في أوساط الجماهير الإتحادية، ظهر فيه أحد المشجعين المنافسين وهو يقوم بحرق شعار نادي الإتحاد وترديده أمام أطفاله لعبارات مسيئة وخادشة للحياء ومحرضة على التعصب، الأمر الذي دفع ببعض أنصار الفريق الإتحادي للرد عليه قانونيا والمطالبة بمحاكمته قضائيا لردعه وأمثاله من التورط في مثل هذه الأعمال القبيحة، ورد اعتبار مشجعي العميد، في أسلوب جديد ومثالي يستهدف تقنين التعصب ومحاربته بما يضمن سلامة المنافسة الرياضية ونبذ الاحتقان والإساءة. وتصدى المحامي عبدالعزيز العمودي لتولي القضية موكلا عن عدد من الجماهير الإتحادية. وقال في حديث خاص ل «عكاظ» إنني ونيابة عن الشرفاء الغيورين على الرياضة السعودية، والحريصين على تلاحم المجتمع ووحدته، آثرت أن أقوم بالعمل على مقاضاة من ينتهج سلوكا مثل هذا لا يليق بالشباب السعودي الذي تجمعه المحبة مهما بلغت حدة المنافسة وما يعرف ب «الطقطقة»، ووصلت إلى المعلومات الأولية حول هوية الشخص وبدأت في سلك الطرق القانونية للمطالبة بمحاسبته حماية للمجتمع من أمثاله وحماية له من رد الفعل غير المنضبطة الناقمة عليه. وحول المعلومات عن هوية الشخص نفى أن يكون له أي صلة بالتعليم وأن عمله الحقيقي حارس أمن في إحدى الشركات الخاصة، مؤكدا أنه منذ إعلانه عن نيته مقاضاة المشجع انهالت عليه الاتصالات من جميع دول العالم من مشجعي الإتحاد وشرفييه، وبلغت عدد الرسائل التي تحتوي على أسماء وأرقام هويات حقيقية أكثر من 5 آلاف ستدعم القضية أمام جهات الاختصاص، وذكر العمودي أن من بين هولاء مشجعين أهلاويين يرون أن التصرف يستحق تكاتف الجميع لردعه خصوصا بعد ظهور حالات مشابهة. وفي الشأن نفسه قال المحامي فلاح الجهني: «تجب محاسبة المشجع لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلا، ولحمايته من رد فعل الجماهير المتشنجة، وذلك بمحاكمته قانونيا وإصدار حكم شرعي». يذكر ان العقوبات في حال إدانته قد تصل للسجن والجلد والغرامة.