ودع العالم الجمعة الماضية الكاتب الإيطالي «أومبرتو إيكو» صاحب رواية «العدد صفر» والذي وصف فيها مرحلة سوداء من تاريخ إيطاليا الحديث، كما حوت على نقد لاذع لحال الإعلام وخصوصا الصحافة المكتوبة، من خلال سرد حكاية حفنة من الصحفيين المستعدين للتنازل عن كل شيء من أجل كسب قليل من المال والشهرة، وتكشف الرواية عن انحراف الصحافة عن قيمها وتصبح أداة بيد رجال الحكومة ورجال الأعمال الفاسدين. «العدد صفر» أشار فيها الكاتب إلى العدد التجريبي الذي يسبق ظهور المطبوعة رسميا. وأحداث الرواية تدور حول هذا العدد، وكولونا هو اسم بطل الرواية، وهو رجل في الخمسينات من عمره، يعمل مصححا في إحدى دور النشر، وأحيانا يترجم عن اللغة الألمانية، ولا يوقع كتاباته باسمه، يعقد كولونا اتفاقا سريا مع ناشر إعلامي وضيع يدعى «سيميي»، من أجل نشر أعداد تجريبية من صحيفة لا ترى النور، والغاية من هذا الاتفاق أن يتمكن ممول المشروع ويدعى «فيميركاتي» وهو رجل أعمال يمتلك سلسلة فنادق محلية وباقة قنوات تلفزيونية إعلانية، من الدخول إلى دوائر السلطة ليمارس ضغطا على رجال السياسة والمال والإعلام، ويروي لنا بطل الرواية تفاصيل هذا من خلال دفتر يومياته. الإيطالي أومبرتو إيكو توفي عن 84 عاما واشتهر بعد كتابته لرواية «اسم الوردة» في عام 1980 وهي رواية بوليسية غير تقليدية تدور أحداثها في دير يعود للقرون الوسطى. تضمنت وصفا للحياة في دير من القرن الرابع عشر والروايات الموثقة للنزاعات الفلسفية والدينية آنذاك لتثير اهتمام القارئ المعاصر. لكن شعبية الكتاب كانت في حبكته الذكية وأجواء الخوف والقتامة التي رسمها إيكو ببراعة حول الدير بالإضافة إلى الشخصية الرئيسة الجذابة وهو محقق استوحاه إيكو من شخصية المحقق البريطاني الشهير شرلوك هولمز. ولد إيكو في مدينة أليساندريا في الخامس من يناير (كانون الثاني) 1932. درس إيكو الفلسفة بجامعة تورينو رغم محاولات أبيه، لأن يصبح محاميا. اهتم إيكو في الجامعة بدراسة فلسفة القرون الوسطى والأدب، وحصل على دكتوراه في الفلسفة في .1954 امتهن إيكو عقب تخرجه في الجامعة مهنة الصحافة، فعمل محررا ثقافيا للتلفزيون والإذاعة الفرنسية، وحاضر في جامعة تورينو، وكان إيكو متزوجا من الرسامة الألمانية. ومن أعماله: «بندول فوكو، جزيرة اليوم السابق، الشعلة الغامضة للملكة، مقبرة براغ، آليات الكتابة السردية، التأويل بين السيميائيات والتفكيكية».