نجحت قوات الدفاع الجوي السعودي، منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، في التصدي للهجمات الصاروخية المعادية والمنطلقة من الأراضي اليمنية صوب أراضي مناطق جنوب المملكة الثلاث «عسير، جازانونجران» من خلال التصدي بنجاح كبير لتلك الهجمات وإفشالها، بواسطة بطاريات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ الباليستية، فتحقق وبنجاح إحباط تلك المحاولات التي تشنها عبثا ميليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لاستهداف مرافق حيوية في تلك المناطق. وخلال الأشهر الماضية أعلنت قوات التحالف أكثر من مرة تصديها لعدد من الصواريخ الباليستية التي أطلقت من الأراضي اليمنية، على عدد من المناطق الحدودية السعودية في جازان، نجرانوعسير لاستهداف مرافق حيوية، إلا أنها أسقطت بفضل يقظة أبطال الدفاع الجوي ممثلين في وحدات الدفاع المضاد للصواريخ، التابعة لقوات الدفاع الجوي السعودي. فقد أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها بتاريخ 11/11/1436 الموافق 26 أغسطس 2015، اعتراض قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي نحو الساعة السادسة والنصف صباحا صاروخا باليستيا من نوع سكود في قطاع جازان، إذ تم اعتراضه وتدميره دون أي أضرار ولله الحمد. وبادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. وبتاريخ 10 ربيع الأول 1437 الموافق 21 ديسمبر 2015، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخا باليستيا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان. وبادرت القوات الجوية حينه بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. وتكررت المحاولات العبثية لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع مرة أخرى، لتعلن القوات المسلحة في بيان لها بتاريخ 27 ربيع الأول 1437 الموافق 7 يناير 2016، عن اعتراض قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه جازان إذ تم تدميره دون أي أضرار ولله الحمد. وقد بادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. كما أعلنت قوات التحالف في مرات عدة تصديها بنجاح لصواريخ أخرى أطلقت على مناطق نجرانوعسير، وتم تدميرها وتدمير منصات إطلاق تلك الصواريخ داخل الأراضي اليمنية. الحياة في جازان اضطررت في مرات كثيرة إلى الخروج من منزلي منتصف الليل، بعد سماع أصوات انفجارات قوية، في كل مرة يتم فيها التصدي بنجاح للصواريخ الباليستية القادمة من الأراضي اليمنية، في محاولة مني لإشباع الفضول الصحفي، والقيام بمهام مهنتي وواجباتي العملية التي تفرض علي ذلك. أتجول في شوارع المدينة فجرا، وكان يخيل لي أنني سأجد المتجمهرين قد خرجوا من منازلهم أو اني قد أشاهد الرعب في نفوس عدد من سكان المدينة، إلا أن الواقع كان مغايرا لكل توقعاتي في كل مرة. الناس نيام، وآخرون يسيرون إلى وجهتهم بكل اطمئنان، وكأنه لا يوجد ما قد يرعب أي شخص في أي مكان. الهدوء في كل مرة هو سيد الموقف، وفي الصباح الباكر لا تسمع إلا روايات تروى عن التصدي لصاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية على مدينة جازان وتم التصدي له بنجاح، فيما يؤكد كثيرون أنهم لم يشعروا بشيء على الإطلاق. ثقة كبيرة يعيش أهالي جازان ومثلهم في باقي المناطق الحدودية، حالا من الثقة والاطمئنان في ظل قدرات قواتنا ودفاعاتنا الجوية، ولعل النجاحات التي حققتها منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، في التصدي للهجمات الصاروخية المعادية، كانت السبب وراء هذه الثقة وحال الطمأنينة التي يعيشها الأهالي هناك، الحياة تستمر بهدوء واستقرار في الشوارع والمنازل والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية، والجهات الحكومية، ولا شيء يتغير. ومع كل محاولة فاشلة تقدم عليها ميليشيات الحوثي وصالح، لاستهداف أرض الوطن ومصالحه والقاطنين تحت سمائه، تزيد الثقة وتستمر الحياة ويضيف العدو خسارة جديدة لسجل هزائمه وخسائره المستمرة. محاولات يائسة رئيس هيئة عمليات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي السابق اللواء ركن متقاعد صالح الصقيري أكد أن «عاصفة الحزم» أثبتت قدرات الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقت من الأراضي اليمنية على جازانونجران وخميس مشيط. واعتبر الهجمات الصاروخية التي شنها المتمردون على الشرعية في اليمن في الأيام الأخيرة، لتكبد قواتهم خسائر فادحة وفقدانها السيطرة على كثير من المناطق، خاصة في محافظتي مأربوالجوف. وتقدم قوات الشرعية في جبهات عدة، واقترابها إلى مناطق تبعد عشرات الكيلومترات فقط من العاصمة صنعاء. ولفت إلى أن تلك الخسائر التي لحقت بالمتمردين دفعتهم إلى تكثيف هجماتهم الصاروخية في الأيام الأخيرة، في محاولات يائسة لاستهداف مواقع داخل الأراضي السعودية وحتى داخل الأراضي اليمنية، كاستهدافهم مناطق إنتاج النفط ومواقع قوات الشرعية في محافظة مأرب التي تمثل قاعدة إسناد خلفية للقوات المتقدمة نحو محافظة الجوف وكذلك باتجاه العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن قوات التحالف شنت منذ بداية عمليات عاصفة الحزم ضربات استباقية مكثفة على مواقع ألوية الصواريخ اليمنية، لتدمير مخزون الصواريخ وعربات الإطلاق، ونجحت إلى حد كبير في تقليص قدرة المتمردين على شن هجمات صاروخية على أراضي المملكة. وامتدح الصقري كفاءة منظومة الدفاع الجوي السعودي بنجاحها في التصدي حتى الآن لجميع الهجمات الصاروخية على أراضي المملكة، سواء بصواريخ «سكود» أو صواريخ «القاهر1»، المعدلة عن صواريخ «سام2» الروسية الصنع، عبر بطاريات صواريخ «باتريوت» التي نشرتها المملكة في مناطقها الجنوبية في بداية عمليات عاصفة الحزم. قوة مستقلة أوضح اللواء الصقيري أن قوات الدفاع الجوي في المملكة أصبحت قوة رابعة مستقلة عن بقية أفرع القوات المسلحة بعد فصلها عن القوات البرية قبل 29 عاما، وتحديدا في شهر رمضان من عام 1408، انطلاقا من الحرص على إيجاد دفاع جوي قادر على توفير الحماية لكل المرافق والمنشآت الحيوية في المملكة. أنظمة متطورة وألمح اللواء الصقيري إلى حرص القيادات على جعل الدفاع الجوي قوة مزودة بأحدث الأنظمة القادرة على توفير الحماية الجوية من الطائرات والصواريخ الباليستية، ومن بينها نظام «الباتريوت» الذي يعد من أحدث الأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية، ويؤكد أن منظومة صواريخ الباتريوت التابعة لقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تغطي وتحمي جميع مناطق المملكة، وتضم رادارات ذات تقنية عالية تساعد في رصد الأهداف المعادية، بحيث تستطيع التعامل مع جميع أنواع الصواريخ الباليستية بما فيها صواريخ «سكود» و «القاهر1»، لافتا إلى أنه جرى تحديث منظومة الباتريوت وتطويرها إلى نظام «باك 3» الأحدث، لتصبح أكثر فعالية. تدريبات حية ونوه الصقيري إلى أن الأفراد العاملين في وحدات «الباتريوت» تلقوا تدريبا عاليا، من خلال التحاقهم بدورات الصيانة والتشغيل اللازمة لتشغيل وصيانة تلك الأنظمة، داخل المملكة وخارجها، لافتا إلى أنه سبق أن أجرت وحدات «الباتريوت» في عام 2009، تمرينا حيا لاعتراض صواريخ باليستية في الجو، هو الأول من نوعه الذي يجرى خارج الولاياتالمتحدة. وحقق ذلك التمرين حقق نتائج ممتازة، إذ تم تدمير جميع الأهداف التي أطلقت باتجاه الوحدات المشاركة بنجاح تام.