التبرير ستر الواقع بما تقبله النفس دون تأنيب ضمير. مصيدة الكل يقع فيها، ظنا منه أنه يدافع عن قيم كبرى. نبرر أخطاء عظيمة ولا يليق بمجتمع واع أن يبرر كل خطأ تحت مسميات وهمية، مثل هيبة المعلم وغيرها من المسوغات. يبررون العنف تحت مظلة الإسراف في التأديب، ويبررون السلوكيات غير الأخلاقية ضد المرأة بذريعة لو كانت أكثر حشمة. الصدق مع النفس هو الطريق الواضح، وعندما يخطئ شخص لانتردد في ذكر الخطأ والاعتراف به، وإصدار العقوبة إذا لزم الأمر. كذلك يجب رفض تبرير العنف تحت أي ظرف، لما يترتب عليه من آثار نفسية واجتماعية، ومن يمارس العنف يكون وبالا على نفسه وعلى الآخرين، كما أنه يكون شديد الخصومة كثير الجدل، وعندئذ يكون من أبغض الخلق إلى الله تعالى؛ ففي الحديث: «أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم» (رواه البخاري). المجتمع المسلم متراحم، يربي أبناءه على تحمل المسؤولية، وضبط النفس والسعي نحو بناء مجتمع مسلم يحترم الإنسانية ويحترم الاختلاف ولا يقف مع المخطئ مهما كانت منزلته. وأي شخص كامل الأهلية يجب أن يكافأ إذا أحسن، ويعاقب إذا ارتكب خطأ دون تشهير أو فجور في الخصومة.. لا مبرر للعنف ولا مبرر للجريمة ولا مبرر للفضيحة والتشهير. عنود أحمد قيسي