«تطورت قضايا المرأة في المجتمع السعودي إلى جرح نازف ومحرج لا يوجد في مجتمع إسلامي آخر ولا حتى في مجتمع كافر. إنها إشكالية حقيقية أن يكون الإنسان أنثى في مجتمع له مقاييس الحكم السائدة على الخطأ والخطيئة. في الأمر مساس لا يحتمل بكرامة مؤصلة في التشريع الإسلامي وفي الفطرة السوية، كرامة الإنسان الذكر والأنثى وكرامة المواطن والوطن كوحدة يجب أن تندمج وتتطور نحو الأفضل والأغنى والأقوى، وأن يكون ذلك داخل هيبة الدولة التي عليها المسؤولية الأولى في حفظ وتعزيز هذه المكونات بما في ذلك الدولة نفسها». أرجوكم.. أرجوكم، يا من يهمكم الأمر، سواء بمسؤوليتكم نحونا، أو بحقنا عليكم، أو بالأمرين سواء، أو بأي حق وسبب آخر. أرجوكم أن تقرؤوا الكلام السابق الذي لا يعدو عن كونه استهلالا لمقالة كتبها من أعماق إخلاصه شخص لا يمكن أبدا المزايدة على وطنيته ووعيه وثقافته وعلمه ونأيه بنفسه عن أوضار التكسب بالمواقف المصطنعة من أجل دنيا يصيبها. أستاذي الدكتور «جاسر الحربش» الذي علمني كثيرا من أبجديات الطب، أصبح أستاذي مرة، ومرات أخرى، في كيف يكون الطب فلسفة إنسانية لعلاج الروح ومداواة أمراض المجتمع، وكيف يكون الطبيب «أبوقراطيا» حقيقيا في قسمه، راجعوا القسم لتعرفوا جيدا أنه روح الإسلام الذي نتغنى به ونتاجر به ونعصف بالحياة والأحياء باسمه وهو براء من كل ذلك. إن كان أستاذي جاسر الحربش أخذ قضية المرأة كمثال على المأزق الأخلاقي الإنساني الذي نعيشه، فلأنه - كما أظن - لا يستطيع أن يحصي كل المآزق اللا معقولة التي يعيشها مجتمعنا، ولكن لأن موضوع المرأة أكثرها سادية وتوحشا فقد كان المثال الأقرب لقلمه، لاسيما بعد وحشية السحل والامتهان لكرامة أنثى (إنسان) في مجتمع تركها نهبا لمن بيدهم الوصاية عليها، دونا عن الذين أنجبوها حتى! هل يجب أن نذكر دائما بأننا لا نعيش في القرون الوسطى، أو أننا لا نعيش في بداية الحياة، أو أن مجتمعنا ليس نساء متفلتات أو رجالا لا رادع أخلاقيا أو دينيا لهم؟ هل يجب أن نستنزف وقتنا بإثبات أننا «من بني الإنسان» كغيرنا من خلق الله، ويجب أن نعيش أسوياء مثلهم. هل؟؟ وهل؟؟ أرجوكم الرجوع إلى مقدمة المقالة التي كتبها الدكتور جاسر الحربش. شكرا أستاذي: علمتني كيف أكون طبيبا وعلمتني كيف أحاول أن أكون إنسانا لا يخشى الجهر برأيه. ولكن؛ ليت قومي يسمعون. [email protected]