حذر إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي، المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات والتربويين والتربويات، من الكلمات التي تنبت في قلوب الأبناء والطلاب نبتة سوء أو نواة فاسدة يكون فيها هلاكهم، لافتا إلى أنه يأتي من يكمل المشوار باستغلال هذه النبتة بإدخال الشبهات عليهم من خلالها. كما حذر من الحديث بأسلوب الهمز واللمز في الحكام ومن الطعن في العلماء، داعيا الجميع للابتعاد عن الحديث عن الجماعات والفرق والطوائف. وأكد في محاضرة بعنوان «أهمية الأمن الفكري وحاجة الناس إليه» عقب تدشين ملتقى «حماية الفكر» والمعرض المصاحب ومشروع «بصمة وطن» بحضور مدير عام التعليم في منطقة المدينةالمنورة ناصر بن عبدالله العبدالكريم، أن المعلمين مؤتمنون على عقول وفكر الأبناء، فيجب دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفا أن المملكة هي بلاد التوحيد والسنة المطهرة وتطبق الشريعة الإسلامية؛ وهي معقل الإسلام، ويجب على شبابنا أن يحافظوا عليه وأن لا يتخاذلوا عنه، موجها شباب هذا البلد بأن يكونوا حذرين وأن يكون دين الله في القلب أعظم من كل شيء، ولينظروا أين تقع مصلحة المسلمين الكبرى، وذلك بفهم قاعدة جلب المصالح مقدم على درء المفاسد لأن الأصل في حياة الفرد الورع، والأصل في حياة الدول جلب المصالح ودرء المفاسد، وأن يأخذوا العلم من مصادره الصحيحة ومن العلماء المعتبرين لأن طلب العلم ليس بالقراءة فقط. وتحدث الشيخ المغامسي عن السيرة العطرة للنبي الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، معطيا لمحة تاريخية عن ظهور فرق الخوارج منذ عهد الخلفاء الراشدين مرورا بالعهد الأموي ثم العباسي إلى قيام الدولة العثمانية، كما تحدث المغامسي عن الحالة التي كانت تعيشها الجزيرة العربية من جهل وصراعات قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز ونصرته لدعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ونجاة هذه البلاد من التقسيمات الغربية التي طالت أكثر البلاد العربية. من جهته، أكد مدير التعليم في المدينة، أن حماية الفكر ليست مشروعا حماسيا لوقت معين ثم ينسى، بل مشروع دائم يقوم عليه الجميع بدءا من الأسرة والمدرسة وصولا إلى المجتمع بأسره، وخاطب المعلمين قائلا «إن شباب وشابات بلادنا مستهدفون فكريا وعقائديا وسلوكيا، وهناك من المؤامرات التي يقوم بها الأعداء بشكل منظم ومدروس، وهذا الاستهداف قد يكون هلاميا وليس ظاهريا، والإنسان عبارة عن (عقل وعاطفة وعلم) وأن للمدرسة دورا كبيرا، والطالب يجلس فيها أكثر مما يجلس في بيته، فعلينا أن نتحلى بالحوار والمعاملة الحسنة».