ألقت الدكتورة زمزم تقي ورقة نقدية في «أدبي جدة» بعنوان «موسيقى الشعر بين الشدة واللين» أمس الأول الإثنين ضمن أنشطة الحلقة النقدية. وقالت تقي «ترتبط الموسيقى بالشعر ارتباطا وثيقا، وتختلف تلك الموسيقى فتتخذ أشكالا وأحجاما تميزها من حيث الإيقاع والطول والقصر، حصرها الخليل في خمسة عشر بحرا وتدارك عليها الأخفش بحرا». وأشارت في ورقتها إلى أن «البحور الشعرية مختلفة من حيث السمات التي تميزها والإيقاعات التي تأتي عليها، وهناك تناسب بين أنواع الشعر وبحوره ولا نعني بذلك أن هناك أغراضا يناسبها بحر معين، ففي البحر الواحد نجد كثيرا من الأغراض الشعرية، وإنما المقصود هو الأوزان الشعرية والإيقاعات المميزة للبحر». فيما تطرقت إلى عدد من الشعراء وقصائدهم، وضربت أمثلة على كل البحور الشعرية مصحوبة بدراسة مقربة للمفردات الشعرية وموافقتها لموسيقى البحر. وذكرت تقي أن «موسيقى الشعر والبحور الشعرية لها أثر في الأبنية العربية ومعانيها، فمن البحور ما هو عنيف كالكامل، ومنها ما هو عذب رقراق كالرمل، ومنها ما هو بين البين كالخفيف، ولكن هذا الكلام ليس على عواهله، فالذي يؤثر في رقة القصيدة أو شدتها عدة عوامل من بينها موسيقى الشعر ومنها أيضا الأبنية وتنوعها، والصفات الصوتية للكلمات، ويؤثر التجاور الصوتي فيها وكذلك المعاني والأغراض التي تتوشح بها القصائد الشعرية كما رأينا في تحليلنا السابق في تحليل جميع الأبيات». وأوصت في ختام ورقتها إلى أنه «ينبغي أن يدرس الشعر والأدب بالطريقة الكلية فينظر للقصيدة على أنها وحدة متكاملة مترابطة ببحرها وموسيقاها وصفات تلك الموسيقى وتراعى فيه ألفاظ القصيدة ومعانيها». مضيفة أيضا إنه «ينبغي على الدارس أن يدرس العروض بطريقة التنغيم لا التقطيع وأقصد بالتنغيم موسيقى البحر وإيقاعاته وذلك لا يتم إلا إذا وقفنا على صفات البحور الشعرية وموسيقاها». كما أشارت إلى أنه «ينبغي دراسة العروض بدءا بالبحور اللينة الرقيقة على حسب الأشكال التي تأتي عليها والتغييرات التي تتعاورها ثم التي بين بين وانتهاء بالفخمة الجزلة العنيفة». وأفضت في آخر توصية لها إلى أنه «ينبغي أن تدمج الدراسات والأبحاث اللغوية فتكون تكاملية، إذ يتم تحليل النص لغويا وبلاغيا وأدبيا ولاسيما أن هذا الحقل مازال خصبا».