يتخذ نظام الملالي في طهران من لبنان منصة إعلامية لحروبه الطائفية والفتن المذهبية التي يبثها في المجتمعات العربية ويتخذ من بعض الإعلاميين اللبنانيين والعرب أدوات في هذه الحرب لترويج أفكاره ومؤامراته، حيث كشفت مصادر مطلعة في بيروت ل«عكاظ» «أن النظام الإيراني يستعد لإصدار صحيفة سياسية يومية من بيروت تحت اسم «الأخبار العربية»وذلك في استكمال لمنظومته الإعلامية الناطقة باللغة العربية بعد إطلاقه قبل فترة لفضائية الميادين الناطقة باللغة العربية». وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج وفي تصريح إلى «عكاظ» قال: «وفقا للقانون اللبناني ليس هناك رقابة مسبقة على الإعلام في لبنان ولكن أية وسيلة إعلامية تسيء لأي دولة صديقة أو شقيقة أمر مرفوض سياسيا وقانونيا كما أن القانون اللبناني يسمح لأي متضرر من وسيلة إعلامية لبنانية أو من أي إعلامي لبناني أن يلجأ للقضاء الذي يكفل بمحاسبة المسيء أو المخطئ». وأضاف ل «عكاظ»: «أن وزارة الإعلام تعمل على رصد كل الأداء الإعلامي وذلك منعا للأخطاء وتفاقمها». وحول اتخاذ القنوات التابعة لإيران من لبنان منصة لها قال الوزير جريج ل «عكاظ» : «هناك قنوات مرخص لها في لبنان وفقا للقانون 382 وهي تخضع للقوانين اللبنانية ولكن هناك فضائيات لها مكاتب تمثيلية في لبنان ولكنها لا تبث من لبنان ومن الصعوبة مراقبة بثها ومكانه والحكومة اللبنانية لا تتحمل مسؤولية أعمال هذه الفضائيات». من جهته الكاتب السياسي الدكتور حارث سليمان شرح الثغرة التي تمكنت عبرها إيران من فرض سيطرتها على القطاع الإعلامي بلبنان فقال إلى «عكاظ»: "إن أية وسيلة إعلامية في العالم ومن أجل تأمين استمراريتها تعتمد على السوق الإعلاني الأمر الذي يفتقد إليه لبنان، والذي دفع بوسائله الإعلامية إلى تأمين التمويل الخارجي، فدخلت إيران مباشرة إلى استغلال هذه البنية الهشة للسوق الإعلامي والإعلاني في الوقت الذي يعيشه لبنان فأسست لشبكة ضخمة عبر إنشاء عدة محطات تلفزيونية فاق عددها ال200 محطة تبث عبر مواقع عراقية وفلسطينية ويمنية وإيرانية وحتى لبنانية من الأراضي اللبنانية كما تمكنت من اختراق وسائل إعلامية مناوئة لها عبر شراء الإعلاميين، وهذا الجهاز الإعلامي الكبير استطاع أن يؤثر في المشهد السياسي اللبناني ، كذلك أثر على الرأي العام اللبناني. وقد رافق هذه السيطرة مواكبة على الأرض اللبنانية من قبل حزب الله الذي يتحكم بدوره بعملية الاشتراكات في كابلات البث إلى المنازل». واستبعد مصدر ل«عكاظ» أن تطال الإعلاميين اللبنانيين العاملين في المحطات الخليجية أية أضرار لثقة ملاك القنوات، وكذلك الحكومات في توجهاتهم وبعدهم عن اجترار الأيديولوجيات السياسية والطائفية العقيمة.