عادة أحاول أن أحفظ بعض الأشياء الجميلة التي تصلني عبر «الواتساب» سواء كانت رسائل أو مقاطع فيديو، لعلي أستفيد منها فيما بعد، وعند رجوعي إلى بعض تلك الرسائل وجدت أشياء جميلة جداً ربما قد مرت على كثير منا وهو في حالة انشغال أو استعجال لم يقرأ بعضاً من تلك الرسائل المفيدة، لذلك أحببت كتابة بعضها هنا من أجل الاستفادة منها مرة أخرى، ومن تلك الرسائل: كتب أحد المغردين في «تويتر» وعبر تغريدات له نصائح لبناتنا وأخواتنا وحبيباتنا يحذرهن من تطبيق «السناب شات» ومدى خطورته على بناتنا خاصة سواء كن صغاراً أو كباراً، وبما أن «تطبيق السناب شات» يحتفظ بالصور والمقاطع التي تُعرض من خلاله ويعدها حقاً من حقوقه فهذا بحد ذاته أمر يجب الانتباه له، ومن التغريدات التي ذكرها ذلك المغرد: «تطبيقات السناب شات أسهمت في معايشة بناتنا لحياة كثير من المشاهير اليومية دون تحفظ»، وأنا أتفق معه تماماً من حيث خطورة هذه المعايشة اليومية لحياة رجال يُعدون أنفسهم مشاهير من خلال عرض رسائل «سامجة» لا ترتقي حتى للذوق العام، وقد تتباهى بعض السيدات فيما بينهن لمن يتابع مثل هؤلاء، ويتحدثن عن رسائله والمقاطع التي أرسلها، ومن التغريدات أيضاً «ومن تأمل في بعض ما يطرحه هؤلاء يُدرك حجم خطورة متابعة النساء لهؤلاء عبر هذا التطبيق»، ويقول أيضاً «من يُفهمُ بعض المخدوعات أن ما يقوم بتصويره هؤلاء الشباب من خلال تطبيق السناب شات إنما هو واقع مزور ليس بلازم أبداً أن يكون هذا هو واقعهم». ومن تغريداته أيضاً يقول: «نعيش أزمة قبول لكل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن هذه التطبيقات خارج دائرة الانتقاء والمحاسبة»، هذا فيض من غيض لخطورة تطبيقات «السناب شات»، فلنكن على حذر لبناتنا من خلال توعيتهن ونصيحتهن لمدى خطورة التمادي في مثل هذه المتابعات التي أصبحت مثل الإدمان، حيث يتصور بعضهن أن الأمر سهل وأن هذا جانب من التطور والانفتاح، ولكنه في الواقع أمر خطير جداً وواقع مرير قد يلازم كل فتاة ويصبح جزءاً من حياتها، وبالتالي تسهو عن واجباتها وحقوقها. ومن الأشياء التي أوقفتني كثيراً ما وجدته في إحدى الرسائل عن بعض شبابنا وعدم تقيدهم بالنظام، حيث تقول الرسالة «عند الإشارة يفتح نافذة سيارته ويرمي سيجارته أو علبة ماء فارغة أو بعضاً من باقي الأطعمة التي معه، وإذا وصل للاستراحة قارن السعودية بأي دولة وقال: بلدكم هذا مستحيل يتطور»، إذاً أين العيب؟ في البلد أم في ابن البلد؟ هذا هو ديدن كثير منا في انتقاد وطنهم وهم من يخالفون الأنظمة ولا يتقيدون بها، وتقول الرسالة أيضاً «يحضر للجامعة دون قلم، وغيابه متكرر، وغالباً غير مركز في المحاضرة، وإذا سُئل عن التعليم في السعودية قال: التدريس فاشل ونحتاج للتعلم في الخارج»، هذا هو واقع أغلب طلابنا في الجامعات، قليلو الاهتمام بتطوير أنفسهم إلى الأفضل، وأيضاً «يقطع إشارة المرور، ويعاكس، ويوقف سيارته في أماكن غير مخصصة للوقوف، وإذا رجع من إجازته التي قضاها في الخارج قال: لديهم نظام صارم»، هذه عينات بسيطة ممن يريدون أن تكون السعودية أفضل بلد في العالم، وما علموا أن الخلل فيهم، لذلك إذا أردنا أن نُسهم في التغيير فلنبدأ بأنفسنا ومن حولنا ونطبق الأنظمة بحذافيرها حتى يقتدي بنا الغير، ومن هنا يأتي التغيير إلى الأفضل. أخيراً، من الرسائل التي أعجبتني رسالة تُعبر عن قساوة قلوبنا وعدم استطاعتنا قول كلمة «أحبك» لمن حولك مثل: أمك، أبيك، زوجتك، أختك، أخيك، صديقك، ونجد أن الصعوبة لا تكمن في قول هذه الكلمة بذاتها، إنما الصعوبة في التعبير عن المشاعر الإنسانية في مجتمع نشأ على ثقافة الكتمان، حيث نكتم مشاعرنا الإنسانية والإيجابية كالحب والإعجاب والشكر والامتنان، إذاً لماذا نستمر في كتم عواطفنا ومشاعرنا؟ هل هو الكبرياء أم الكرامة؟ أم هو الرغبة في الحفاظ على تلك الصورة الجادة؟ أياً كان السبب فليس ذلك بمبرر، فالإنسان مخلوق من الأحاسيس ومجبول على التفاعل العاطفي، لذلك الاستمرار في كتم المشاعر وعدم التعبير عنها قد يؤدي إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس، وهذا ما قد يسبب قسوة في القلب، لذلك ما نحتاجه فعلاً هو التجرد من ثقافة الكبت والعودة إلى ثقافة البوح اقتداء بنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لذلك فلنعلم أن الحياة جميلة فاجعلها أجمل بتعبيرك عن مشاعرك، وابدأ الآن قبل أن تفقد أو تُفقد»، معانٍ في منتهى الروعة والجمال لإشاعة الحب بين الناس والبعد عن القساوة والغلظة مع من نعيش معهم أو من نتعامل معهم. أحببت مشاركتكم في إعادة قراءة مثل هذه الرسائل الرائعة التي توقظ شيئاً جميلاً فينا.