أجمع سفراء وخبراء عسكريون ومحللون سياسيون على أن «المملكة أحيت مشروع الوحدة العربية معنويا وماديا من خلال التحالف الخليجي العربي؛ لإنقاذ الشرعية في اليمن وعبر التحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب والتحالف الدولي، كما شنت الحرب على المنظمات والجماعات المتطرفة». وأشاروا في ندوة عاصفة الحزم الثانية، أمس الأول، إلى أن «عاصفة الحزم خلقت مساحة من التفاؤل والأمل بما حققته من نجاحات في فترة وجيزة، وما خلقته من إيجابية في الداخل اليمني من تمسك بالشرعية ورفض الانقلاب». واستعاد الخبير الإستراتيجي الدكتور علي التواتي «سيرة ومسيرة المملكة على طريق الوحدة العربية والتضامن الإسلامي»، مؤكدا أن «القيادة في المملكة قبل انطلاق عاصفة الحزم استكملت عناصر النجاح ومقومات النصر المؤزر فيها»، ووصف المملكة ب «الدولة المتوازنة في سياساتها، والمنحازة للحلول السلمية الممكنة ما لم تهدد ثوابتها أو يتطاول أي طرف على مسلماتها، ما يحولها إلى قوة رادعة لا تساوم ولا تهادن حتى يقف المتطاول عند حده، ويعترف بفداحة ما أقدم عليه». فيما قال المحلل اللبناني سيمون أبو فاضل إن «عاصفة الحزم رسمت خطا أحمر أمام تمدد المشروع الفارسي، والفوضى التي تريدها إيران للمنطقة»، ووصف عاصفة الحزم ب «القرار الذي أعاد التوازن إلى المنطقة العربية، ومنع سياسة الحوثي والرئيس السابق القائمة على منهجية (خذ وتقدم)». مؤكدا أن «العالم بأكمله استفاق على إستراتيجية جديدة للعالم العربي والإسلامي قائمة على أوسع تحالف عسكري سياسي بقيادة ملك الحزم»، مثمنا للملك سلمان دوره في وضع المملكة في مقدمة الدول المعنية بإعادة الشرعية لتكون رأس حربة في الحرب شأنها في السلم. فيما تناول الباحث المغربي عبدالحق العزوزي محورية التحالفات الموجهة للعملية السياسية أو العسكرية، وعد المملكة دولة محورية يتوفر فيها ولها كل مقومات القيادة الإستراتيجية وبعد النظر والقوة. مؤكدا أن «القوة العسكرية العربية والإسلامية في المستقبل ستعيد رسم خارطة المنطقة بما يحفظ للعروبة والإسلام مكانهما ومكانتهما اللائقتين بهما». فيما فكك السفير اليمني نجيب غلاب الفكرة الحوثية القائمة على «استنساخ التجربة الخمينية والانقلاب على الشرعية، ما يمثل أخطر تهديد للمشاريع الوحدوية الوطنية اليمنية والقومية العربية والوحدوية الإسلامية»، مثمنا لعاصفة الحزم انطلاقها في زمانها ومشيدا بآليتها ومنهجيتها في لجم التوغل الفارسي وتعرية عصابات الحوثي، والجماعات المغرر بها من المفتونين بالرئيس المخلوع»، لافتا إلى أنه «خلال عام من انطلاق عاصفة الحزم نجحت في لم صف اليمنيين، وجددت إيمانهم بوحدتهم، ورفضهم القاطع لكل من يخلق الأزمات أو يبعث الصراعات داخل اليمن وخارجه».