كنت والرمز الإعلامي والرياضي علي داود في مجلس الزميل الصحفي الأخ إبراهيم معتوق عساس، عندما نقل إلينا المعلق الرياضي الأخ محمد الفايز نبأ انتقال حامد عباس إلى رحمة الله تعالى، فهتف الداود قائلا: لقد رحل الداكوتا!، ثم فسر قوله بأن الراحل كان لاعبا بارزا في نادي الهلال وكان سريعا فحمل لقب «الداكوتا»، لأنها كانت أسرع طائرة مدنية من طائرات الخطوط في الثمانينات الهجرية، ومع ذلك فقد كانت تقطع المسافة بين الرياضوجدة في أربع ساعات، أما برا فقد كان الأمر يحتاج لأكثر من 24 ساعة، وكان حامد عباس قد انتقل إلى نادي الوحدة وساهم في تحقيق بطولاته ويقول علي داود عن تلك الفترة إن الراحل كان يمثل اللاعب المثقف، فعندما كان اللاعبون في المعسكر يتلهون بالسمر على البلوت ونحوه كان حامد عباس يعتزلهم ويسهر مع كتب يجلبها للقراءة، وأذكر أنه كان أحد أعمدة صحيفة الندوة بعد اعتزاله للعب وعمله في وزارة الحج والأوقاف، لأنه شغل منصب سكرتير تحرير الصحيفة للشؤون المحلية لعدة سنوات قبل أن يتركها عام 1394 لإنشاء مؤسسة دعاية وإعلان أسماها «هديل»، وعندما تولى الدكتور هاشم عبده هاشم في عام 1401 رئاسة صحيفة «عكاظ» استقطب بعض معاصريه في الصحف الأخرى وكان منهم حامد عباس الذي تقلد منصب مدير تحرير، ولكنه كعادته لا يستقر له مقام في مكان واحد، حيث ترك هذا المنصب اللامع متفرغا لأعماله الخاصة مكتفيا بكتابة مقالات تحت عنوان «همس النجوم»، ويعتبر حامد عباس من جيل أساتذتي في الصحافة ولما كنت أزور صحيفة الندوة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات حاملا معي محاولاتي الشعرية ومقالاتي الصحفية كنت أجد منه كل حفاوة وتشجيع، وعندما استقال من عمله بالصحيفة شغلت منصبه فقابلني ومازحني قائلا: خير خلف! رحم الله الأستاذ القدير حامد عباس وأسكنه فسيح جناته وجعل ذويه من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.