وصف المفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان الثقافة ب«القوة المعززة للمجتمع ولكوادره بمختلف تخصصاتها». موضحا ل«عكاظ» أن «المعرفة سلطة يجب على المثقف أن يحسن استخدامها وتوظيفها مع حفاظه على استقلاليته بعيدا عن الأدلجة وعن التسييس كونهما من مفسدات الفن ويضعفان وسيلة المثقف الإبداعية؛ بحصره في إطار محدود ومنعه من الانطلاق في الفضاء الإنساني بكل تشكلاته ومكوناته لخدمة الإبداع». مضيفا أن «المثقف المستقل أكثر قبولا مجتمعيا؛ كونه لم يطوع نفسه وثقافته لخدمة فكرة سياسية، ولم يتخل عن مسؤوليته الإبداعية، ولم يتورط في الانتماءات الضيقة من المذهبية والطائفية والقبلية». لافتا إلى أن «المثقف قد يلتقي مع السياسي في رؤية ما، وليس في ذلك مثلبة أو منقصة؛ لأن كليهما في خدمة المجتمع والإنسان تحديدا». مؤملا أن «ينعتق المثقف العربي من كل القيود والأدلجة في ظل التحديات المعاصرة، ليكون خالصا لفنه ومشروعه والوصول للناس والتواصل معهم». مثمنا للمملكة «الحفاظ على مهرجان الجنادرية ورعايته حتى صلب عوده، ليكون منبرا عربيا لكل المثقفين يعبرون من خلاله عن آرائهم ويطرحون أفكارهم ويستمزجون وجهات نظر بعضهم، حول قضاياهم المصيرية والمشتركة». مبديا في الوقت ذاته «سعادته بما يشهده العهد السعودي الجديد من حراك على كافة المستويات ما يؤذن بنقلة نوعية كبرى للمملكة». وعزا شعبان إلى أن «الإرهاب والاحتراب في العالم العربي أسباب تراجع الثقافة والجمال لحساب العنف والقبح، ولعب بعض السياسيين ممن لا يحسنون السياسة». مؤكدا أن «أي حكومة راشدة تعتني بمثقفيها، وتحافظ عليهم باعتبارهم ثروة من ثروات البلد مع منحهم مساحة كافية للتحرك والكتابة والإبداع وتأمين وسائل وسبل العيش الكريم؛ لأن المثقف بوجه ما سند للسلطة وعون لها في تحقيق أهدافها التنموية، وتعزيز العدل بين الناس وتطبيق مناهج الإصلاح المستمر وفق رؤية متناغمة». داعيا في ختام حديثه ل«عكاظ» إلى «فسح المجال عربيا لتعدد مصادر المعرفة والثقة بالأجيال الشابة الصاعدة والعناية بفكرهم وسلوكهم، لحمايتهم من التطرف وتجديد حيوية المجتمع بالطاقات الخلاقة».