أنهى النفط أسبوعه الأخير على هبوط بعد تعاملات متقلبة. أمس عقب ارتفاعه على مدار أسبوعين متتاليين في ظل تكهنات بشأن اتفاق محتمل بين كبار منتجي الخام، قابلتها مخاوف من استمرار تخمة المعروض. فيما هبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي أكثر من 2.6 % عند التسوية إلى 30.89 دولار للبرميل، بعدما لامست المستوى 32.45 دولار قبل أن يستقر عند مستوى 31.01 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لبرنت أكثر من 1.1 % عند التسوية إلى 34.06 دولار للبرميل، بعد تعاملات تراوحت بين 33.81 إلى 35.14 دولار ليغلق عند مستوى 34.13 دولار للبرميل. يأتي هذا في الوقت الذي وصلت فيه مبيعات النفط الخام الإيراني لأوروبا بعد رفع العقوبات الدولية إلى ما يقارب من 300 ألف برميل. من جهة أخرى، اتفق اقتصاديون على أهمية التحرك الجماعى لخفض الإنتاج من داخل وخارج أوبك لدعم الأسعار، مؤكدين أن رفع العقوبات عن إيران ساهم في زيادة أوجاع السوق مؤخرا. في البدء استبعد الخبير الاقتصادي الدكتور سيد الخولي عودة العصر الذهبي للنفط في المستقبل القريب في ظل التقلبات الراهنة، مشيرا إلى أن فتح المجال لضخ النفط الإيراني خفض الأسعار مع انحسار الطلب الصيني على الطاقة ورفع الخزينة الأمريكية قيمة الدولار أمام اليوان الصيني. وأضاف: تراجع سوق النفط العالمي أدى إلى انحسار الاستثمار من قبل الشركات البترولية الكبرى مثل «إكسن موبيل»، و«بريتيش بتروليوم»، و«توتال»، و«روايال دوتش شيل» بسبب تكبدها انهيارات مختلفة في توقعاتها وأرباحها ما أدى إلى مزيد من الانخفاض في سعر البرميل، وساهمت عودة النفط الإيراني للأسواق في دعم تكهنات المضاربين وتوجسهم من تأثير زيادة إنتاج إيران على العرض فانخفضت الأسعار بنسبه لا تبرر معدل الزيادة في الإنتاج الإيراني. وذكر أن الانخفاضات المتتالية في أسعار النفط خلال الأشهر الماضية تحتاج إلى التعاون في تقييد الإنتاج دون محاولة قصر العبء على دولة دون أخرى؛ لافتا إلى أن مجرد قبول جميع المنتجين بفكرة التعاون والتشاور يعتبر خطوة جيدة أسهمت في إنعاش الأسعار. وأشار إلى أن معظم خبراء الاقتصاد والمتخصصين والكتاب والمسؤولين وعلى مدار عقود يؤكدون على ضرورة التخلص من هيمنة إيرادات النفط على الاقتصاد الوطني باعتبارها المحرك الرئيسي في النمو الاقتصادي والتوظيف في كافة القطاعات. خفض مليون برميل لن يؤثر أكد المحلل الاقتصادي برجس البرجس أنه لا ينظر إلى أسعار النفط على المدى القصير، باعتبار أن الأهم هو البقاء والاستقرار، مؤكدا على أن خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا مثلا لن يؤثر على الأسعار كثيرا، وإنما يساهم في عدم انخفاضها أكثر. وأشار إلى أن الدول المنتجة مثل روسيا والأوبك فقدت مزايا التأثير على النفط، موضحا أن السماح لإيران برفع الإنتاج سيسهم في عدم ارتفاع الأسعار، داعيا إلى ضرورة التحرك الجماعي من داخل وخارج أوبك من أجل تعزيز الأسعار في الفترة المقبلة. من جهته توقع الاقتصادي عبدالعزيز داغستاني المزيد من دعم الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن اعتدال الأسعار يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين على السواء. وبيّن أن الأسعار المتدنية حاليا قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات في القطاع، وبالتالي انخفاض الإمدادات في المستقبل، ما سيكون له تداعيات كبيرة تصعد بالنفط إلى معدلات غير مرغوبة أيضا.