اكدت وكالة الطاقة الدولية،أمس الجمعة، أن سوق النفط دخلت حقبة جديدة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وطفرة الإنتاج الصخري الأميركي، مما يجعل العودة سريعاً إلى الأسعار المرتفعة أمراً مستبعداً. وذكرت الوكالة، التي تحجم عن التكهن بأسعار النفط في تقريرها الشهري، أن الأسعار قد تتراجع بدرجة أكبر في 2015 بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ 2010 ونزولها عن 80 دولارا للبرميل. وأضافت: "في حين ثمة تكهنات بأن التكلفة المرتفعة لإنتاج النفط غير التقليدي قد تصنع نقطة توازن جديدة لأسعار برنت في نطاق 80 إلى 90 دولاراً للبرميل، فإن موازين العرض والطلب تشير إلى أن تدهور الأسعار لم يبلغ مداه بعد"، موضحةً أنه ما لم تقع أي تعطيلات جديدة للمعروض فإن "الضغوط على السعر قد تتصاعد في النصف الأول من 2015". وبالنسبة لعام 2015، أبقت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 1.13 مليون برميل يومياً، من أدنى مستوى في 5 سنوات البالغ 680 ألف برميل يومياً في 2014، قائلةً إن من المتوقع تحسن المناخ الاقتصادي. من جهة أخرى استقر خام برنت قرب أدنى مستوى في أربع سنوات دون 78 دولارا للبرميل أمس الجمعة وسط بواعث قلق من زيادة المعروض وعدم التيقن بشأن ما إذا كانت أوبك ستخفض الإنتاج في اجتماعها بعد أسبوعين. وبحسب بيانات تراجع برنت ثمانية أسابيع متتالية في أطول موجة خسائر أسبوعية له منذ بدء رصد الأرقام في 1988. وفقد الخام نحو سبعة بالمئة هذا الأسبوع. وقال مارك كينان مدير أبحاث السلع الأولية في آسيا لدى سوسيتيه جنرال بسنغافورة "أمامنا فترة تذبذب حاد حتى اجتماع أوبك في 27 نوفمبر تشرين الثاني." وارتفعت العقود الآجلة لبرنت عشرة سنتات إلى 77.59 دولار للبرميل كما في الساعة 0605 بتوقيت جرينتش. وحل أجل عقد ديسمبر كانون الأول أمس الخميس وتحددت التسوية على انخفاض 2.46 دولار عند 77.92 دولار بعد أن لامس في وقت سابق من أمس 77.83 دولار وهو أقل سعر منذ سبتمبر أيلول 2010. ونزل الخام الأمريكي تسليم ديسمبر كانون الأول 36 سنتا إلى 73.85 دولار للبرميل بعد أن أغلق على انخفاض 2.97 دولار أي حوالي أربعة بالمئة يوم الخميس. وقال جوناثان بارات مدير الاستثمار لدى أيرز آلايانس في سيدني "الأسعار تتراجع بلا مقاومة. السوق تقول أوبك لن تحرك ساكنا .. لكن لا أحدث يتحدث عن الشتاء وأعتقد أن ذلك سيكون نقطة تحول. موجات البرد ستكون فرصة للناس للدخول والتحوط."