على عكس أحداث مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، كانت الثروة التي جمعها رجل الأعمال أنسي ساويرس مصدر سعادة أبنائه الثلاثة، فيما لمع نجم «نجيب» الابن الأكبر المولود بصعيد مصر في 1955، والعائد من سويسرا بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة المعمارية، ليختار إكمال مشوار أبيه الاستثماري، ليحتل المرتبة الثالثة في قائمة أغنياء مصر. حرْص الشاب الصعيدي «نجيب» على تكوين فريق من المهندسين المصريين الخبراء منذ لحظة انطلاقته الأولى، كان وراء انتهاجه إستراتيجية وضع مهندس مصري بجوار كل خبير أجنبي يراقب ويتعلم، رافضا أن يعتمد على الخبرات الأجنبية بنسبة 100 %. دبلومة الهندسة الميكانيكية وماجستير الإدارة التقنية من سويسرا مكنت ساويرس من الحصول على وكالة شركة AT&T لأجهزة الاتصالات سنة 1992 ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقته بقطاع الاتصالات، وفي غضون عامين أنشأ أول شركة للإنترنت InTuch، وبعد عامين أنشأ أول شركة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في مصر ESC. انطلاقة ساويرس الحقيقية في عالم الهاتف المحمول كانت في العام 1997 حين تحالف مع شركتي France Telecom وMotorola، بإنشاء «موبينيل» للاتصالات التي استحوذت على 70 % من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول في مصر. ومنذ أن انضم ساويرس عام 1979 لمجموعة أوراسكوم التي تضم شركات عائلته، ساهم في نمو وتنويع نشاط الشركة لتصبح اليوم أكبر مؤسسات القطاع الخاص في مصر وأكثرها تنوعا. حيث تمتلك «أوراسكوم» أكبر حصة رأس مال في بورصتي القاهرة والإسكندرية على الإطلاق. رؤية ساويرس المختلفة للإعلام دفعته لإطلاق قناتين تلفزيونيتين «أو.تي.في»، و«أون.تي» لتقديم عروض خفيفة وأفلام عربية وأجنبية تستهدف الشباب، مضيفا بذلك رصيدا أكبر لثروته التي قدرتها مجلة فوربس سنة 2015 ب2.9 مليار دولار، إلا أنها كانت سببا في حملات مقاطعة متتالية لشركاته بسبب تصريحاته التي لا تخلو من شطحات، كما أنه تعرض لانتقادات شديدة من بعض الأوساط الصحفية والفنية المصرية لما وصفوه باحتكاره لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتدخله -بصفته مالكا للشركتين راعيتي المهرجان- في اختيار الأفلام، بل واختيار ضيوف وحضور فعاليات المهرجان. ولا تتوقف أحلام الملياردير ساويرس عند حدود الاستثمار في الشركات والفنادق فحسب، إذ تناولت الصحف قبل يومين اشتعال المنافسة بينه وبين البنك الأهلي المصري أكبر بنك حكومي في مصر، لشراء بنك الاستثمار سي.آي كابيتال التابع للبنك التجاري الدولي أكبر بنك خاص في البلاد. الغريب في أمر عائلة ساويرس، أن أحدهم لا يذكر أبدا حجم استثماراتهم أو ثروتهم الحقيقية، فهم يؤكدون دائما أنهم يدققون فقط في حجم الخسارة، ولا يسألون عن حجم الربح، بينما تقدر عدد من الجهات ثروة العائلة بنحو 8.5 مليار دولار.