عاد التوتر الروسي التركي إلى واجهة الحدث السوري، إذ قال مسؤول بارز في الحكومة التركية أمس (الجمعة) إن تركيا لا تعتزم القيام بتوغل بري في سوريا وإن الحديث الروسي عن أي تحرك من هذا النوع ما هو إلا دعاية. وقال المسؤول لرويترز «ليس لدى تركيا خطط أو أفكار عن بدء حملة عسكرية أو توغل بري في سوريا»، مضيفا «إن روسيا تكثف حملتها العسكرية في سوريا يوميا بدلا من العمل على إيجاد حل». لافتا إلى أن بلاده جزء من تحالف وتعمل مع حلفائها وستواصل ذلك. «وكما قلنا مرارا فإن تركيا لن تتصرف بشكل منفرد». وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قد قال أمس الأول (الخميس) إن موسكو لديها أسباب قوية للشك في أن تركيا تعد لتوغل بري في سوريا. وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس (الجمعة) أن حملة الغارات الجوية الروسية في سوريا «تقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي» للنزاع في هذا البلد، متهما موسكو بأنها «تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة». وقال ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي في امستردام إن «تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سوريا يتسبب أيضا بتوتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي». وتابع أن «هذا يولد مخاطر ويزيد من حدة التوترات ويطرح بالتأكيد تحديا للحلف الأطلسي لأنه يشكل انتهاكا للمجال الجوي الأطلسي»، داعيا إلى «الهدوء ونزع فتيل التصعيد وإلى حل سياسي في سوريا». ورأى ستولتنبرغ أن «تعزيز روسيا وجودها العسكري بشكل جوهري في سوريا وشرق المتوسط يزعزع التوازن الإستراتيجي» في المنطقة. إلى ذلك، توجه آلاف السوريين الفارين من الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام السوري في منطقة حلب في شمال سوريا نحو الحدود التركية، بحسب أنقرة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أغلقت السلطات التركية الحدود في منطقة كيليس.