جف القلم وطويت الصحف بعد نصف قرن قضاها متسنما عدة مناصب قيادية في أكثر من منبر إعلامي، ساهم من خلالها في تحقيق نقلة نوعية عبر قلمه الذي لامس الحقيقة وشخص رؤيته الريادية المتجلية في مؤلفاته وكتبه ومقالاته، قبل أن يترجل مودعا ميدان الحياة بعد أن أفنى عمره إبداعا وتميزا قلما نجد نظيره في الوسط الإعلامي الذي فقد أحد أبرز مؤسسيه برحيل حامد عباس صعيدي. صعيدي الذي وافته المنية صباح أمس، اسم ارتبط بالمجال الإعلامي والرياضي لأكثر من خمسة عقود، ليكون من أوائل المساهمين في الإعلام الحديث من خلال توليه عدة مناصب مهمة في صحف محلية أبرزها جريدة «عكاظ»، بجانب تأليفه لكتب ومؤلفات عديدة، علاوة على دوره الرياضي من خلال تمثيله فرق كرة القدم بأندية الثغر (الأهلي حاليا) والهلال والوحدة.. «مولده ومشواره العملي» ولد حامد عباس عام 1361،1942 في مكةالمكرمة وتلقى تعليمه الابتدائي في جدة، قبل أن يستهل مشواره العملي بوزارة الحج والأوقاف التي عمل بها لمدة عشر سنوات، لينتقل بعد هذه الفترة للعمل في مصنع كسوة الكعبة من العام 1383ه إلى 1385ه، ويبدأ مشواره الصحفي بالعمل كمحرر رياضي في جريدة الندوة إلى 1387ه، انتقل بعدها لجريدة «المدينة» من عام 1387 ه إلى عام 1388ه، ليعود بعدها لجريدة «الندوة» كمحرر للشؤون الداخلية من عام 1388ه إلى 1393ه. انتقل عباس إلى إدارة مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر كمساعد للمدير العام للمشروعات والإصدارات الخاصة عام 1410ه، 1990م، ومنحه تميزه في عمله ورؤيته الإعلامية للعمل كمستشار للمدير العام عام 1415ه ومساعدا لرئيس التحرير قبل إحالته للتقاعد عام 1419ه، 1998م. لم ينته ارتباط عباس بالصحافة والإعلام بعد تقاعده بل واصل مسيرته متسلحا بخبرته الطويلة في المجال سخرها للإبداع في زواياه الأسبوعية ومقالاته في صحيفتي الندوة والبلاد. «همس النجوم» زاوية أطل من خلالها الفقيد على قراء صحيفة «عكاظ» من العام 1411ه إلى عام 1418ه، لتنتقل عقبها إلى صحيفة البلاد من العام 1418ه إلى عام 1420. «مساهمات شخصية» يعتبر عباس من الشخصيات التي استعين بخدماته في عدة جهات حكومية وأهلية، حيث قدم عددا من المشاريع لعدة وزارات وشركات عامة والخاصة، فضلا عن إعداده دراسات تسويق وهيكلة إدارية وتولى عدة مناصب كان أبرزها المشرف العام والمطور والمخطط لمجموعة إصدارات مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر، كما تولى مهمة المراجع العام للمؤسسة، ومستشارا إعلاميا لوزير الحج والأوقاف، والمشرف على مكتب وكيل الوزارة لشؤون الحج. وحصل الفقيد على عضوية لجان التدريب في المؤسسات الصحفية التي انضم إليها، وعضوية مجلس الآباء والمعلمين بمدارس الثغر النموذجية بجدة لمدة تزيد على 11 عاما، بجانب تقديمه برنامج قصة من الأدب السعودي للإذاعة لعدة سنوات قدم خلالها عشرات القاصين والقاصات، كما كانت له تجربة في الكتابة الدرامية من خلال إعداد المسلسلات اليومية والأسبوعية وحلقات تلفزيونية وأفلام تسجيلية، ويملك مؤسسة للتجارة والإعلام، كما خاض تجربة المجال الإعلاني والدعائي في عدد من الصحف المصرية. «مؤلفاته» يبرز من بين مؤلفاته كتاب الخوارج الجدد عن حادثة الحرم (1400ه -1980م)، الذي تبنته وزارة الداخلية ونشر عن طريقها، ويعد أول عمل توثيقي عن حادثة الحرم، بجانب كتاب قضية الثقافة في بلادنا، وكتاب فهد الوطن والحدث، وقصة التوسعة الكبرى، وطبق الزواج الناجح، فيما ألف كتابا اجتماعيا حمل اسم «الجماع روح الحياة الزوجية وسعادتها». «مسيرة رياضية» انضم عباس للمجال الرياضي كلاعب وناقد، حيث انخرط في صفوف فريق الثغر (الأهلي حاليا) والهلال في الرياض، والوحدة في مكةالمكرمة، وحصل على ميداليتين ذهبيتين في كأس الملك عامي 1381ه، 1961م، 1386، 1966م، قبل أن يعتزل اللعب عام 1386ه ليتفرغ تماما للنقد والتحليل الرياضي، وكتب أول مقال له في صحيفة الرياضة التي كانت تصدر من مكةالمكرمة، وذلك عندما كان يلعب لنادي الهلال في عام 1381ه. المعلاة تحتضن الجثمان فجع الوسط الإعلامي برحيل أبرز رواده حامد عباس «المستشار الإعلامي ومساعد رئيس التحرير في «عكاظ» سابقا»، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس الخميس وقد ووري جثمانه الثرى في مقابر المعلاة بعد الصلاة عليه بعد المغرب في المسجد الحرام. وتتقبل أسرة الفقيد التعازي في داره في جدة شمال شارع الكيال شارع عمرو بن الجاحظ جوار مسجد الإمام مالك فيلا 22 اعتبارا من اليوم الجمعة أو على جوال رقم 053703733. والفقيد زوج فايزة اسماعيل نمنقاني، ووالد كل من هاني، هذيل، هتون، هتاف.