بعد فشل مؤتمر جنيف في الوصول إلى حل للأزمة السورية سياسيا، انتفضت الدول المانحة لسورية، والتي أجتمعت أمس (الخميس) في العاصمة البريطانية (لندن)، ودعمت بمليارات الدولارات من أجل مساعدة 18 مليون سوري متضررين من الحرب التي شنها النظام السوري على الشعب منذ خمس سنوات. واستضاف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أكثر من سبعين مسؤولا دوليا بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أعلنت تقديم مساعدة قدرها 2.3 مليار دولار، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلو منظمات غير حكومية والقطاع الخاص. ومثل المملكة في مؤتمر لندن للمانحين وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، الذي أعلن عن التزام السعودية بمبلغ جديد لدعم السوريين ويبلغ 100 مليون دولار ليصل مجموع الدعم الجديد إلى 200 مليون دولار. ودعا الأممالمتحدة إلى تضافر الجهود من أجل فك الحصار عن المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية وفق ما نص عليه القرار 2254، لافتا إلى أن إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة على المستوى الرسمي والشعبي ما يزيد على 780 مليون دولار تم صرفها بالتعاون مع الجهات العاملة في سوريا والدول المجاورة. ودعا كاميرون في الكلمة الافتتاحية إلى مواصلة العمل «رغم الصعوبات» للتوصل إلى حل سياسي في سورية وذلك خلال افتتاح مؤتمر المانحين في لندن. وأضاف «نحن بحاجة إلى مزيد من الأموال لمواجهة هذه الأزمة الآن» ..وتقدمت بريطانيا بمساعدة إضافية قدرت بنحو 1.2 مليار جنيه إسترليني ستخصص لتمويل التعليم وإحداث وظائف وللمساعدات الإنسانية في سورية والأردن ولبنان وتركيا، فيما أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تبرعا ب300 مليون دولار للشعب السوري من جهته وصف عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني المؤتمر بأنه «فرصة ذهبية» لتسليط الضوء على ما تكبدته عمان خلال السنوات الأخيرة. مقترحاً مقاربة جديدة لمواجهة الأزمة السورية وتداعياتها السياسية والإنسانية. ويهدف مؤتمر المانحين الرابع من نوعه الذي تنظمه الأممالمتحدةوبريطانياوالكويت والنروج وألمانيا إلى تلبية نداء لجمع أموال بقيمة 7.73 مليار دولار أطلقته الأممالمتحدة، تضاف إليها 1.23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة المضيفة. وأعلن دي ميستورا تعليق المفاوضات حتى 25 فبراير بسبب الحاجة إلى «القيام بمزيد من العمل».فيما أوضحت المعارضة السورية أن وفدها لن يعود إلى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف قصف المدنيين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين، في حين اعتبرت دمشق أن «الشروط المسبقة» للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات.