خرج علينا الإعلامي علي العلياني في برنامجه المتألق «يا هلا» بمشهد لأحد المشايخ يجيز ضرب الزوجة ضربا غير مبرح مع بعض التشبيهات غير اللائقة، وتساءل -العلياني- كيف نقدم الإسلام للعالم بهذه الصورة ونطلب منهم احترامنا؟! بعيدا عن اللغط والجدل الذي أثير حول حلقة العلياني، فما يهمنا هنا وما نحن بصدده هو العنف الأسري وتحديدا ضرب الزوجات، فهل يحق للرجل ضرب زوجته، خصوصا أنه أمر مباح شرعا؟ الإجابة (لا)، فإن للدولة تقييد المباح أو منعه أو تعطيله، فالمباح ليس مباحا بإطلاق؛ لأن تناوله أو الإحجام عنه تتعلق به حقوق الآخرين، ولا بد من مراعاتها، مما يستوجب منع المباح تارة والأمر به تارة أخرى، بحسب ما يؤول إليه التناول أو الإحجام، وحسب الحال والمكان والزمان، فيحق للدولة مثلا أن تمنع ما ترى به مضرة أو عنفا لأمر قد يكون مباحا، كالرق وضرب الزوجة انطلاقا من القاعدة الفقهية: «تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة». من هنا يجب أن تعي كل امرأة أنه لا يحق لرجل، سواء زوجا أو غيره، أن يضربها، وعند حدوث ذلك أو تكراره يجب أن توقف ذلك، فالقانون يحميها، وعند القاضي لن يستطيع الزوج التحجج بأن الشرع أباح له ضربها حتى لو قال إنه ضربها بمسواك، فسيقول له القاضي «مسواكك خله بفمك» ولا تمد يدك على بنت الناس!. العنف الأسري سلوك خطير اجتماعيا يجب أن يتلاشى، ولن يحدث ذلك إلا بالوعي التام بالحقوق وبقوانين الدولة لحفظ هذه التشريعات، فكثير من النساء تتحمل العنف من أجل الحفاظ على أسرتها وأبنائها وهي لا تعي أنها تربي أطفالا عبارة عن قنابل من العنف، فما تعلموه في المنزل سوف يمارسونه لاحقا مع زوجاتهم وبناتهم وهكذا تدور دائرة العنف! ختاما.. أرى أن الشيخ لم يوفق في هذا الأمر، وضرب الزوجة ممنوع قانونا، سواء بشويش كما ذكر أو بقوة كما فعل صاحبنا أبو كفوف في المستشفى، مع التأكيد على ما تفضلت به رئيسة البرنامج الوطني للأمان الأسري الدكتورة مها المنيف في لقاء لها قبل يومين على صفحات «عكاظ»، بأن الأمر قد يصل إلى سحب الولاية من الوالدين في حال العنف ضد الأطفال ومثله عقوبات رادعة للعنف ضد المرأة.