كثيرا ما توجه للشباب السعودي تهمة استيراد الثقافات الخارجية، وتأثرهم بكل ما هو خارج عن ما ألفه المجتمع وتقبله، وتطاردهم هذه التهمة في كل اهتماماتهم، سواء الفنية أو في مجال الموضة والأزياء، وفي مجالات أخرى عديدة. وفي الآونة الأخيرة، أصبح الشاب السعودي هو المصدر لكثير من الثقافات، والفنون، للعالم، وأصبح المؤثر على الغير، ابتداء من الكوميديا، والتي أخرجت الكثير من نجوم الفضائيات، أو في مجال الغناء والرقص، وقد ساعد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تلك المواهب من الشباب السعوديين أن يقدموا أنفسهم للعالم، متجاوزين ضعف إمكانيات الجهات المختصة بالشباب، وعدم اهتمام جهات أخرى بمواهبهم، وقدراتهم، وساهمت التطبيقات الذكية الشباب في تحدي عقدة العيب، والعادات، لتتيح لهم إمكانية الوصول للعالمية، وتقديم مواهبهم بالشكل الذي يناسبهم. أغنية «بربس» والتي قدمها مجموعة من الشباب، ترجمت هذا الحديث عمليا، حيث استطاع عدد من الشباب الموهوبين في مجال الفن والرقص، وفي مجال الإنتاج المرئي، أن يقدموا فكرة رقصة جديدة استطاعت خلال شهر واحد أن تكتسح العالم، لتكون الرقصة الأولى بين الشباب. اختلفت الآراء حولها، فمنهم من يرى أن الشباب قدموا فكرة خاوية من المضمون، وآخرين يرون أنهم ابتكروا رقصة مسلية لفتت أنظار العالم. رقصة تتجاوز ال 8 ملايين مشاهدة حققت رقصة «بربس» والتي أنتجها المخرج السعودي ماجد العيسى، انتشارا واسعا بين أوساط الشباب وخلال فترة وجيزة، حيث بدأت الأغنية في قناة ماجد على «يوتيوب» في مطلع عام 2016، لتتجاوز ال 8 ملايين مشاهدة في فترة وجيزة، ويتوقع لها أن تحقق أرقاما قياسية في المشاهدة، خاصة أنها بدأت في الانتشار في الوطن العربي وبعض الدول الأوروبية، وتميز مقطع الفيديو الذي لم يتجاوز الدقيقتين تقريبا، بإنتاج رقصة خاصة، وموسيقى جاذبة بمزيج من الإيقاع الغربي والعربي الشعبي، وبكلمات سهلة دارجة تشرح لك طريقة الرقصة المبتكرة، «حط رجلك كذا، وحط الثانية كذا، وسوي براسك كذا، وبربس، بربس». واستطاع المخرج أن يلفت أنظار الشباب السعوديين لها، باختياره كلمة بسيطة وسهلة «بربس»، وهي كلمة عامية تشتهر بها منطقة نجد، وهي مصدر من «البربسة»، وتطلق عادة على الشخص الذي يقوم بعمل معين، ولا يتقنه. ويقال إنها تطلق على كثير الكلام. وشهد المقطع تفاعل المجتمع بكل فئاته، وفي جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وتباينت الآراء حوله، فمنهم من يقول إنها فكرة مستنسخة من الغرب، ومنهم قال إنها تكرر رقصة «البطريق» .