غزت رقصة البطريق المجتمع السعودي وتغلغلت في شرائحه رغم نهجهم المحافظ على التقاليد والعادات لاسيما في الأفراح والمناسبات السعيدة. ولم تقتصر الرقصة على المناسبات بل تعدت لتصل إلى البيوت والمدارس والطرق العامة، ولمجسمات لشخصيات شهيرة في برامج الرسوم المتحركة، على غرار رقصات سابقة مثل رقصة «هارلم شيك» و«غانغام ستايل». وتعتبر رقصة البطريق التي ألفت عبر شاب ألباني دمج بين رقص فلكلوري فنلندي يسمى «ينكنا» وأغنية لفليم كارتوني أجنبي وقدمها كهدية في زفاف شقيقه، وأخذت انتشارها الواسع بعد ظهور مقطع فديو أواخر سبتمبر الماضي يظهر أداء للرقصة بقيادة «بطريق» مرح في حفل زواج في ألبانيا، من المفارقات العجيبة في المجتمع السعودي، حيث تكون تارة كدعابة تتخلل الأفراح وتارة أخرى كشرارة لخلاف لا يحمد عقباه كما حدث عندما تحول زفاف شاب سعودي لمشاجرة بين أسرتي العروسين نظرا لرفض وقبول الطرفين لهذه الرقصة الدخيلة. ويرى علي العبدلي أحد المؤيدين لرقصة البطريق أن هذه الرقصة تحمل جمالا ومرحا يظفي نوعا من التسلية على الحضور، وهي صورة من صور الفرح والابتهاج بالمناسبات أو الأعراس وتعتبر غير مخلة بالآداب، وبطبيعة البشر يفضلون التجربة. وشاطره الرأي عبدالمعين الشريف حيث أكد أن الرقصة تعبر عن الفرح ولا تخرج عن إطار الأدب العام وهي كأي موضة أخرى مثل قصات الشعر أو بعض الرقصات غير الخادشة للحياء. وأكد ناصر الدوسري أن ما يعيب شبابنا رغم تميزه بالخير والنخوة والشهامة ظاهرة التقليد الأعمى الذي غلب عليهم في كثير من جوانب الحياة، حيث أصبحت المناسبات والشوارع تضج بمثل هذه الرقصات وغيرها، ونسأل الله الهداية لشبابنا وفتياتنا. وتحدث محمد القرني أن كثيرا من الشباب يعشق الغرب بصورة مبالغ فيها من ناحية اللبس وقصات الشعر ومثل هذه الرقصات، ويعتبر هذا الأمر سمة العصر الجديد الذي نعيشه، حيث تظهر موضات جديدة تسلب فكر الشباب ثم تغيب وتندثر لكنها تبقى ضمن ذاكرة الأجيال لتحيا ذات يوم عند الحديث عنها، ولربما كانت بعض تلك الموضات تبقى مدة من الزمن خاصة أنها ارتبطت بالشأن الاجتماعي والتربوي.