تغلبت مها بنت عبدالرحمن سحاقي على الظروف التي تكالبت عليها منذ الصغر، بدءا بفقدها بصرها وانضمامها لركب المكفوفين، ومن ثم وفاة والديها، والتحاقها بقائمة الأيتام، ولم تستكن الفتاة آنذاك، رافضة الاستسلام للإعاقة والحياة القاسية في ظل غياب الوالدين. بدأت تتلمس طريقها وتتعلم مهنة تعيش منها، وتكفيها السؤال، فتوجهت إلى صناعة العطور والبخور وبيع مستلزمات التجميل والملابس الجاهزة، وبدأت العمل بطريقة فعلية قبل عقدين من الزمن وتحديدا حين كان عمرها 17 عاما، وحققت النجاح الباهر في نشاطها حتى توجت أخيرا بإحدى جوائز الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتمكين الاجتماعي لذوي الإعاقة، وهي الوحيدة من الفائزين من العنصر النسائي. وقالت مها سحاقي: «عملي الذي بدأته قبل عقدين من الزمن كان نابعا من عشقي له، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل لتطويره، ولم تقف إعاقتي البصرية أمام طريقي، فمضيت في نشاطي، لتحقيق المشروع وهو ما تحقق بحمد الله وكان عبارة عن مشروع لصناعة وبيع (المستلزمات النسائية) مثل مساحيق التجميل والبخور والعطور الملابس الجاهزة»، مشيرة إلى أنها من مستفيدي الضمان الاجتماعي الذي ساعدها في عملها، معتبرة فوزها بجائزة الأميرة صيتة حافزا لها لمواصلة العطاء والتطوير.