من «واحة النخيل» ذرفت أدمع الحزن على شهداء الوطن بعد حادثة يوم الجمعة، ليضمد الشعب جراح «الواحة» الجميلة ويلبسها «بشت» اللحمة الوطنية، فأطلقت حملة «بصمة وطن» لتهب أن أبناء الوطن على قلب رجل واحد، وليشكلوا صفا منيعا ضد كل العواصف الحاقدة. وقفوا في المجمعات التجارية في مدينة جدة يستقبلون التعازي في شهداء الوطن ومثبتين اللحمة الوطنية، فأضحت «الحسا» كما يسميها سكانها المحليون صامدة في ظل جماعات الظلام التي تحاول تأجيج الفتنة الطائفية، الطائفية. الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب في إمارة منطقة مكةالمكرمة نفذت ضمن حملتها «بصمة وطن»، حملة ميدانية في محافظات المنطقة، أمس الأول (الجمعة)، تحت شعار «بصمة وطن لبتر التطرف»، استنكارا لحادثة محافظة الأحساء التي راح ضحيتها أربعة شهداء و18 مصابا، كما بادرت بتقديم التعازي والمواساة لأهالي شهداء الحادثة والوقوف مع المصابين، عبر فريق من الشباب في المنطقة الشرقية باسم حملة «بصمة وطن». وحققت الحملة الميدانية نجاحها من خلال جمع عدد كبير من بصمات جميع أفراد وشرائح المجتمع الذين أجمعوا على نبذ الإرهاب والصمود أمام الإرهاب، إذ وصف المقبلون على المبادرة ما حدث أخيرا في محافظة الأحساء لا يمثل أفراد الوطن، الذين اعتادوا فيه على الأمن والأمان وتوحيد البناء. من جهته، أوضح بدر الغانم (أحد المتطوعين في الحملة) ل«عكاظ» أن الهدف من المشاركة في هذه الحملة التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، هو واجب وطني، خصوصا أن حملة «بصمة وطن» تجمع كافة شرائح المجتمع وطوائفه لمجابهة الفكر المتطرف وتأصيل منهج الاعتدال. وقال عمر صخير (أحد المتطوعين): إن الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب في منطقة مكةالمكرمة «ثروة» عملت على إقامة الحملة في هذا الوقت تحديدا لما حدث من تفجيرات في مدينة الأحساء، ووجدنا جميعا لتقديم أحر التعازي لذوي الشهداء. وبينت هوازن محمد (إحدى المشاركات في حملة بصمة وطن) أن الجهد المقدم للحملة في المجمعات التجارية من تبيين وإيضاح للوعي والحس الوطني، هو أمر يثلج الصدور ويدعو إلى الفخر بأبناء الوطن، مضيفة «نقدم أحر وأصدق عبارات التعازي والمواساة لذوي الشهداء في تفجيرات الأحساء، ونقول لهم نحن معكم ونقف بجانبكم فأنتم إخواننا في الوطن ونعيش على تراب واحد وننهل من خيراته سويا، وحزننا من حزنكم وفرحنا من فرحكم». وأكد أحمد العامر (أحد المشاركين في الحملة) أن الجهود التي تبذلها إمارة منطقة مكةالمكرمة منصبة في خدمة الوطن، من خلال أهم لبناته وهم «الشباب»، ما يدعو كافة إمارات المناطق ليحذوا حذوها وليسيروا على نهجها، وزاد: أننا أبناء الوطن ولا فرق بيننا، وسنفدي وطننا ولن نترك للأعداء مجالا للتفرقة وزرع الفتن بين أبنائه، وسنبقى كلنا يدا واحدة نحمي المملكة من كل متربص وحاقد.