"قدمنا إليكم لا لتقديم العزاء، بل لتلقيه معكم في الشهداء من أبناء الوطن".. بهذه العبارات قدم وفد من أهالي منطقة القصيم أمس التعازي والمواساة لذوي شهداء حادثة بلدة القديح التي وقعت الجمعة الماضية. وأضاف الوفد: "إن ما حل بالقطيف من أعمال إجرامية الكل يستنكره ولا يقره، والمجتمع السعودي - ولله الحمد- بمختلف أطيافه متماسك بوحدته ولحمته الوطنية، وإن ما حدث من أعمال إرهابية تهدف إلى إحداث الفوضى وزعزعة الأمن ونشر التفرقة لن يزيدنا إلا تماسكا وترابطا للتصدي للإرهاب ومواجهة الفكر الضال". في المقابل، قدر ذوو الشهداء تجشم أهالي القصيم عناء السفر لمواساة إخوانهم أهالي ذوي الشهداء، مثمنين هذه البادرة الطيبة التي تجسد عمق تلاحم هذا البلد المعطاء، وتقطع الطريق على كل متربص يريد المساس بالوحدة الوطنية بين أفراد الشعب، مؤكدين أن الزيارة هي رسالة واضحة وصريحة لكل من يحاول التفرقة بين أبناء الوطن وإفشال لمخططاتهم وما أرادوه. وعندما حاولت خفافيش الطائفية، أن تكون الحادثة بداية لمنعطف متوتر سيعيشه "المجتمع السعودي" لتأتي إرادة الله فوق كيدهم، ويزيد ذلك الألم وحدة الوطن تماسكا وصلابة. في المملكة فقط، تنزف القطيف وتتألم، فتهُب القصيم برجالها ودمائها – كغيرها من مناطق الوطن- نجدة وتطبيبا، ليُعمي وهج "الوطنية والأخوة" عين الحاقد والمتربص، ولتتصدى متانة اللحمة والتكاتف لأي مغرض يتحين بالمملكة الضرر. منطقة القصيم استقبلت فاجعة "القديح" بإعلان أميرها فيصل بن مشعل بن سعود رئيس مجلس إدارة جمعية "أصدقاء بنوك الدم" الخيرية إطلاق حملة التبرع بالدم في جميع محافظات المنطقة وجميع القطاعات الحكومية والأهلية، بدءا من مقر الإمارة بمدينة بريدة، لدعم وتعزيز بنوك الدم في مستشفيات المنطقة الشرقية، وتوفير جميع أنواع فصائل الدم للمصابين بحادث التفجير الآثم الذي تعرض له أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف. وأوضح الأمين العام للجمعية حمود عبدالله البطي أن صدور توجيهات أمير منطقة القصيم بإعلان حملة التبرع بالدم بمقر إمارة المنطقة وجميع المحافظات الأخرى يؤكد أن هذه الحملة تأتي استشعارا للمسؤولية الوطنية تجاه المصابين من أبناء الوطن، وإسهاما إنسانيا لتوفير الكميات من الدم للمصابين.