أعلنت وزارة التعليم يوم الاثنين الماضي عن منع دخول شعارات الأندية للمدارس، وذكرت قناة «عين» التابعة لوزارة التعليم عبر حسابها على تويتر أنه «سعيا لمحاربة التعصب الرياضي.. منعت وزارة التعليم دخول شعارات الأندية للمدارس». وقالت الوزارة إنها ستعمل على «تحقيق ذلك من خلال التدرج ورصد المخالفات في المدارس». في نفس اليوم الذي نشر فيه الخبر، أكد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي، أن الوزارة لم تصدر أي قرار يمنع الطلاب من ارتداء الملابس الرياضية التي تحمل ألوان الأندية السعودية. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة التعليم في حسابه ب«تويتر» أنه لم يصدر من وزارة التعليم ما يمنع ارتداء ألوان الأندية السعودية في المدارس. وقال إن ما يتم تداوله يقع ضمن إجراءات تحد من التجاوزات الناتجة عن التعصب». (انتهى) الخبر مضحك، والنفي والتأكيد في نفس الوقت أكثر إضحاكا. وزارة التعليم تريد أن تحد من التعصب فتشجع عليه بالمنع. الوزارة ذاتها بهذا القرار تبدو إقصائية لا تعترف بالألوان فتمنعها من أجل أن يرتاح رأسها. الوزارة تعتقد أن التعصب موجود في ال(تيشيرت) أو في شعار أو لون ناد يعجب به طالب فيعتنقه ويعتمره أو يتلفع به. من المحزن أن تتحول وزارة التعليم إلى هذا النوع من التفكير المحلي البالغ حدا عميقا في السطحية. التعصب في العقول، وإذا أرادت الوزارة أن تنشئ جيلا متعددا فعليها أن تبني عقليات طلابها وأن تحافظ على أمخاخ أولئك الطلاب الصغار نظيفة، فلا تلوثها عصبية معلم (ما) يمتلئ حد التقيؤ «أكرمنا وأكرمكم الله» بثقافة الإقصاء التي تشربها من فكر واحد أوحد كما هو بعض الإعلام الرياضي عندنا يبشر للون واحد أوحد، ويرى كل لون عدا لونه غير جميل وغير مرغوب. أتذكر موقفا حدث لي عندما كنت قبل سنوات وصباح اليوم التالي لنزال ختام دوري ذلك الموسم، أراجع أحد المستشفيات في جازان لآخذ أوراقا تخص أمي وفحوصات قلبها شفاها الله، فبدلا من الحصول على الخدمة عوملت من قبل 3 موظفين إداريين بإهمال ولا مبالاة وقسوة؛ تبدت في ضيق صدورهم وزفراتهم المتأففة من انتقادي عدم تعاونهم وفوضويتهم ولا مبالاتهم بمصالح الناس ومتاعبهم، وفوق ذلك أضاعوا أوراق أمي الضرورية، بل إن بعضهم نفخ و(شخط)! وعرفت فيما بعد من زميل لهم أوصاني بالتماس العذر لهم، كونهم يعانون نفسيا بسبب هزيمة البارحة وضياع لقب الدوري! فقلت له وهل أنا ياسر القحطاني؟ ثم ما ذنبي وذنب المراجعين في مكان مهم وحساس كهذا يتعلق بصحة البشر؟! ali_makki2@ [email protected]