تحدى المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا الهيئة العليا للتفاوض بإعلانه أن مشاورات جنيف3 ستنطلق الجمعة القادمة، دون أن يتوصل إلى تفاهمات مع المعارضة السورية حول طبيعة المشاركة، الأمر الذي اعتبرته المعارضة تدخلا في شؤونها خصوصا مع محاولة روسيا فرض قائمة تفاوض جديدة. وأفصحت مصادر رفيعة في الهيئة العليا للتفاوض أن المزاج العام للمشاركة في مشاورات جنيف لم يتغير -حتى الآن- لجهة التمسك بثوابت مؤتمر الرياضوجنيف، خصوصا عدم التنازل عن شكل الوفد التفاوضي الذي رفضته موسكو، مطالبة باستبعاد ممثل جيش الإسلام كبير المفاوضين محمد علوش. وقالت المصادر: إن مشاركتها مرتبطة بطبيعة الدعوة التي ستتلقاها، فيما إذا كانت مفاوضات أم مشاورات، ففي حال كانت مشاورات ستتجه المعارضة للرفض، أما إذا كانت مفاوضات ستتوجه المعارضة إلى دميستورا بإيضاحات حول الضمانات والجدول الزمني. وقالت المصادر: إن المزاج العام لهيئة التفاوض يتجه لتجاهل دعوة دي ميستورا إلى جنيف، ما لم يضمن وقف القصف الروسي وعلى الأقل إدخال المساعدات، الأمر يشكل عقدة القبول بين موفد الأممالمتحدة والمعارضة. مشيرة إلى أن الذهاب وفق معطيات روسيا ودي ميستورا لم تعد مغرية للمعارضة. من جهة ثانية، علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن ستيفان دي ميستورا وجه دعوات إلى الشخصيات التي تعتبرها الهيئة العليا للتفاوض «قائمة روسية». وقالت المصادر: إن وزارة الخارجية السويسرية شرعت بإجراء التأشيرات لكل من رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، وهيثم مناع وقدري جميل ورندة قسيس. مرجحة أن يكون انعقاد مؤتمر جنيف بمن حضر في حال تجاهل دي ميستورا استفسارات المعارضة. من جهته، أكد رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض العميد أسعد عوض الزعبي أن اللامبالاة الأميركية فيما يتعلق بالمفاوضات المرتقبة في جنيف لا تستهدف المعارضة أو الشعب السوري وثورته المحقة، بل تستهدف المجتمع الدولي والدول صاحبة القرار الدولي والتي تهيمن على مجلس الأمن». وأضاف ل «عكاظ» أن هناك لامبالاة أممية والشعب السوري يموت جوعا وخنقا وغرقا وقتلا بجميع أنواع القنابل مشيرا إلى أن المعارضة «ليست متفائلة حيال المحادثات المرتقبة والمبعوث الدولي إيفان دي ميستورا لا يمكنه أن يملي أي شروط علينا. وزاد«نحن شعب خاض ثورة ومقاومة وسيستمر بها حتى يحقق أهدافه». وتابع العميد الزعبي بالقول «الشعب السوري مستمر في قضيته ولن يتراجع على الإطلاق مهما كثرت الضغوط. هناك مؤامرة كبرى ضد الشعب السوري وثورته أنهم يسعون لتقويم النظام لكن هذا المسعى لن ينجح لأننا لم نخرج بثورتنا كي نستسلم بل لنحصل على الحرية والعدالة». من جهة ثانية أعلنت روسيا أمس أنها «قلبت الوضع» الميداني في سورية وتريد إشراك الأكراد في عملية التفاوض، وهو ما ترفضه المعارضة التي أبدى كبير مفاوضيها عدم تفاؤله بإمكانية انطلاق المحادثات المقررة في جنيف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض. وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون «جائرا» و «سيأتي بنتائج عكسية». وفي تركيا إحدى الدول القريبة من ملف المفاوضات السورية، قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أمس إن أنقرة ترفض «بشكل قاطع» مشاركة الأكراد السوريين من حزب الاتحاد الديموقراطي في محادثات السلام حول سورية التي تبدأ الجمعة في جنيف.