يتشكل زيتون الجوف بمهرجان الجنادرية 28 لعدة أشكال، فلم يعد كما اعتاده زوار المهرجان منذ سنين: زيت وزيتون مائدة خلال السنوات الماضية، بل تحوَّل اليوم زيتون الجوف إلى "سُبح" وحطب وصابون وشامبو بأشكال مختلفة وبعلب متنوعة؛ ليعايش زوار الجنادرية مراحل تطوير صناعات الزيتون بمنطقة الجوف خلال الأعوام التي يشارك فيها الجوف، والتي انتقلت من "التنك" المصمت لعلب الهدايا الفاخرة ومن الزيت ل"السُّبح". يشارك أكثر من جناح بالسوق الشعبي للمهرجان، ويعرضون منتجات زيتون الجوف المختلفة، ومنها جناح الجريد الذي يعرض فيه زيت الزيتون بأشكال مختلفة، وتعليب منوع الأحجام منها الصغير ومنها الكبير ومنها الهدايا الفاخرة؛ ليهدي زوار المهرجان محبيهم البركة بعلب فاخرة. وقال ماطل الجريد: "مع الإقبال على زيتون وزيت الجوف حفز الكثير للتنوع، وفتح آفاق للصناعات الجديدة، فاليوم نعرض الزيت- وهو الأكثر طلباً- بأشكال وأحجام مختلفة، كما يعرض هدية أطلق عليها (الزهاب)، وهي تحوي ثلاث علب إحداها الزيت والأخرى زيتون والثالثة زعتر، كما يعرض في الجناح ورق الزيتون الذي يستخدم بالطب الشعبي، خاصةً لمرضى السكري، وأيضاً الفحم المصنوع من الجفت والحطب من أشجار الزيتون، وجميعها ذات طلب؛ حيث تتميز برائحة زكية وطويلة الأمد لا تحترق بسهولة". وأضاف أن الجناح يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار؛ لما يتمتع به زيت الجوف من سمعة عالمية. أما جناح عبدالمطلب الشايع فيعرض منتجاً جديداً للمرة الأولى في مهرجان الجنادرية، وهي سبح مصنوعة من نواة زيت الزيتون، يتم إعدادها وطَلْيُها بالمسك؛ كسبحة من نوع فاخر ومختلف لمحبي التميز. وقال الشايع: "الفكرة جاءت للاستفادة من النواة، حيث تزخر المنطقة بإنتاج كبير"، مضيفاً: "إنها متعبة في الصناعة، حيث تصنع يدوياً بشكل كامل، وسعرها 150 ريالاً؛ بسبب تكلفتها وصعوبة صناعتها". وقال الشايع: إن السبحة أذهلت زوار الجنادرية الذين يشاهدونها للمرة الأولى. وفي جناح خالد العرجان يشاهد زوار الجنادرية زيتون الجوف بشكل مختلف، حيث يتحول إلى صابون زيت الزيتون، وشامبو زيت الزيتون، وشامبو جسم من زيت الزيتون، وبودرة للتبييض من زيت الزيتون. ويحكي "العرجان" أن جميع هذه المنتجات من صنع يد والدته بمحافظة دومة الجندل "التي تدربت عبر هيئة السياحة والآثار على صناعة الصابون، وطورت إمكاناتها مع وجود التسويق، وبحثت في الصناعات المتعددة لزيت الزيتون الجوفي، واليوم تنتج الشامبو والكريمات من الزيت المبارك". وقال: إن "الكثير ممن جرَّبوا هذه المنتجات عادوا لشرائها، فهي تتمتع بجودة عالية ما بين جودة زيت زيتون الجوف والصناعة اليدوية الأكثر مهارة"، ويبيع العرجان منتجاته بأسعار معقولة لا تتخطى 25 ريالاً، وحتى خمسة ريالات لقطعة الصابون، مشيراً إلى أن زوار المهرجان يقصدونه لشراء هذه المنتجات. من جهته أكد رئيس وفد إمارة الجوف، حسين الخليفة، ثقة المستهلك بزيت الجوف، "حيث أصبح مطلباً للسوق، ساعد على تسارع تطور الصناعات لزيت زيتون الجوف"، مشيداً بالعناية التي يوليها الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الجوف، بهذا المنتج الذي فتح آفاقاً كبيرة لصغار المزارعين بالمنطقة وللأسر المنتجة لصناعات مختلفة. وأشار إلى مشاركة صغار المزارعين مع الوفد بمنتجات تنافس الشركات، وإلى وعي أحد الشباب الذي حول النواة من نفايات لسبح فاخرة ذات سعر غالٍ، وإلى مشاركة الأسر بصناعات تتطور مع كل عام، فمنذ أعوام بدأت الأسر بصناعة صابون كان من الصعب تسويقه؛ لأشكاله وطريقة عرضه غير المناسبة للمستهلك، واليوم يقدمونه بقوالب وتغليف تنافس المصانع، وينتجون الشامبو والكريمات من زيت الزيتون الجوفي. ولفت إلى أن توفير المنتج بالمنطقة ساعد على ذلك، وأكد أن الجوف اليوم تقترن بالزيتون، فكل من جاء لجناح الجوف بالمهرجان كان سؤاله الأول عن زيتها.