في لبنان الزعامات السياسية متوارثة ، والديمقراطية خاضعة لإقطاعيات عائلية حتى و هي تتدثر بثياب حزبية أو شعارات أيدلوجية ، ووزير خارجية لبنان جبران باسيل صهر الجنرال ميشيل عون لم يكن بإمكاناته المتواضعة ليجد له مكانة في الحياة السياسية اللبنانية لولا صلته بوالد زوجته زعيم التيار الوطني الحر الذي يوزع شعارات الإصلاح والديمقراطية بيد ويوزع المناصب على أنسبائه باليد الأخرى! الوزير باسيل في عمله كوزير خارجية لم يعد يمثل لبنان بل يمثل حزب الله ، ومواقفه لا تراعي مصلحة لبنان بقدر ما تراعي مصلحة حزب الله ، لكن اللافت في موقفه الأخير من قراري الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي إدانة الاعتداء على سفارة وقنصلية السعودية في طهران أنه زايد حتى على الموقف الإيراني ، فإذا كان المرشد الإيراني خامنئي أدان الحادثة واعتبرها مسيئة لإيران فإن مزايدة الوزير باسيل بدت رخيصة ومسيئة للبنان! تذكروا هذه المواقف جيدا للوزير باسيل وجنراله، فستنقلب رأسا على عقب ما أن ينفض سامر التحالف بين تياره وحزب الله عندما يرسب الحزب في اختبار انتخاب عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية الذي نصب كمينه سمير جعجع بدهاء، عندما يفيق الجنرال على حقيقة أنه كان مجرد دمية في يد حزب الله، وهي الحقيقة التي رآها الكل وأعمى حلم الرئاسة عون عن رؤيتها ! [email protected]