تظل الأجواء العليلة والطبيعة الخلابة والمناظر الساحرة، وتوافر المقومات السياحية، فضلا عن التسهيلات وجودة الخدمات، هي الدافع الحقيقي لاختيار الوجهة المناسبة للاستمتاع ببعض الوقت، إلا أن تباين الأسعار وملاءمتها مع ميزانية الأسرة، تبقيان أحد أهم العوامل التي تتحكم في المكان الذي يقع عليه الاختيار لقضاء الإجازات داخليا كان أم خارجيا. ويرى عدد من خبراء السياحة أن إطلاق 30 مهرجانا وفعالية بمختلف مناطق المملكة كفيل بتنشيط السياحة الداخلية وجذب العائلات السعودية، إلا أن الواقع يختلف بعض الشيء، حيث إن المهرجانات والفعاليات لم تثن المواطنين عن السفر للخارج خلال الإجازة النصفية على قصر مدتها، فيما يشدد الخبراء على أن المبالغة في أسعار الداخل وراء تفضيل المواطن السياحة الخارجية. وفي الوقت الذي تبذل فيه الجهات المعنية جهودا مضنية لتنشيط السياحة الداخلية، حزم مئات الآلاف من المواطنين حقائبهم لقضاء إجازة نصف العام خارج المملكة، حيث اتجه 60 في المائة منهم إلى دبي وجزر المالديف اللتين احتلتا المرتبة الأولى كوجهة للسعوديين، فيما اتجه 40 في المائة إلى المغرب ومصر والأردن، بعد دخول المغرب المنافسة بسبب مجموعة الخدمات التي توفرها للسائح، كما أنها تقدم أسعارا فندقية ملائمة، ما منحها أفضلية لدى السائح السعودي. ويشير الخبراء إلى أن الإقبال المتزايد على القاهرة وشرم الشيخ له أسباب منطقية، تعود إلى التقارب النفسي والحميمية التي تجمع شعبي البلدين، ناهيك عن انخفاض أسعار السياحة والفنادق، مؤكدين أن مبيعات الخطوط المصرية سجلت 3 ملايين ريال، معتبرين أن السياحة الخارجية منافس قوي، إذا ما قورنت بأسعار السياحة الداخلية. وعزا عضو اللجنة الوطنية السياحية بمجلس الغرف السعودية عبدالغني الأنصاري مشكلة السياحة الداخلية إلى غياب خارطة الترفيه السعودية، وفقدان التمويل ما يضاعف تكلفة المنتج، وبالتالي تتضاعف الشكوى من ارتفاع الأسعار، مضيفا أن مقارنة بسيطة للمشاريع السياحية في المملكة بدول الجوار كفيلة بكشف الثغرات التي تؤثر سلبا على جذب السياح، مشيرا إلى ضرورة التفاف شركاء السياحة للجلوس على طاولة واحدة لتحويل السياحة إلى صناعة، لتصبح رافدا قويا للاقتصاد الوطني، ضاربا مثلا ببعض الدول المجاورة التي تلزم البنوك الوطنية بدعم القطاع السياحي والفندقي، ما يرفع مستوى السياحة الداخلية ويساهم في خفض التكاليف على السائح المواطن. ويجزم مدير إحدى شركات السفر أحمد أبوإسماعيل أن المقارنة بين السياحة الداخلية والخارجية ليست منصفة، إذا علمنا أن بعض فنادق دبي وشرم الشيخ ذات النجوم الأربعة تقدم عروضا تصل إلى 300 ريال لليلة الواحدة، في حين يبلغ سعر الليلة في مخيمات الثمامة 5700 ريال. مشيرا إلى أن السائح السعودي يقارن بين أسعار الخدمات في الدول المختلفة وفق ميزانيته، ويبحث عن العروض، ما يستوجب العمل على تنشيط السياحة الداخلية بالشكل المأمول، لتقديم خدمات أفضل بأسعار مناسبة ترقى لمنافسة الأسعار العالمية.