يبدو أن بلوغها سن الستين لن يكون سببا في تقاعدها، فالدعم الأوروأمريكي الذي تتلقاه كريستين لاغارد أول سيدة تصل إلى كرسي رئاسة صندوق النقد الدولي في يوليو 2011، والذي لم يأت من فراغ، كان وراء إعلانها أمس الجمعة عن ترشحها لفترة ثانية على رأس الصندوق الدولي. ويرى وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله أن لاغارد التي جاءت خلفا لدومينيك ستروس الذي استقال بعد فضيحة جنسية، أدارت الصندوق الدولي بامتياز في أوقات صعبة بعد الأزمة المالية، مشيدا بمساهمتها بشكل كبير في بناء قاعدة قوية من الثقة والسمعة الجيدة للصندوق، فيما سارع وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن إلى تقديم الدعم الكامل لكريستين، معتبرا أنها مسؤولة لافتة وتملك الرؤية والحكمة لقيادة الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة. ولم تخف لاغارد عقب إعلان ترشحها دعم عدد من الشخصيات داخل إدارة الرئيس باراك أوباما، قائلة: تضمنت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن إشادة بأعمالي في المؤسسة الدولية، كما عبر وزير الخزانة جاك ليو عن أمله في العمل معي، مضيفة: أعتقد أن ذلك إشارة كافية لدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية، ناهيك عن الدعم الصيني والمكسيكي. وفي الوقت الذي أعلن الصندوق أمس الأول حاجته لتعيين مدير جديد بحلول مطلع مارس المقبل، عبر عملية تعيين «مفتوحة ترتكز على أساس الكفاءة والشفافية» رغم عدم وجود مرشح رسمي حتى الآن، علقت لاغارد أنها «منفتحة» على فكرة إعادة توليها المنصب مجددا، قائلة: أنا مستعدة للخدمة. يشار إلى أن صندوق النقد الدولي طالب المرشحين لهذا المنصب أن يتقدموا بطلباتهم في الفترة من الخميس الماضي إلى 10 فبراير، فيما يأمل مجلس إدارة الصندوق الذي يمثل دوله الأعضاء ال188 أن يعلن عن خياره النهائي «قبل الثالث من مارس» المقبل على أساس «التوافق»، وبموجب قاعدة ضمنية يعين الأوروبيون مدير عام صندوق النقد الدولي، فيما يختار الأمريكيون رئيس البنك الدولي. الفرنسية لاغارد المولودة في يناير 1956 في باريس، جاءت ضمن قائمة النساء الأقوى نفوذا في العالم حسب تصنيف مجلة «فوربس» 2009م، تخرجت في جامعة غرب باريس نانتير لاديفونس المتخصصة في اللغات الأجنبية والقانون والعلوم السياسية والآداب والفلسفة والعلوم الإدارية والاجتماعية والعلوم الرياضية والنظم الصناعية، وتميزت في مجال المال والأعمال حتى تم تصنيفها عام 2002 من قبل صحيفة «وول ستريت» في المرتبة الخامسة لنساء الأعمال الأوروبيات، وكرمتها صحيفة «فايننشال تايمز» باعتبارها أفضل وزيرة مالية في منطقة اليورو لعام 2009، كما أنها أول امرأة تصل إلى رئاسة صندوق النقد الدولي، وهي أيضا أول امرأة ترأس وزارة الشؤون الاقتصادية في مجموعة الثمانية.