لا يمكن على أي حال قبولنا بمبررات السقوط المذل لأخضرنا الأولمبي في مضمار الركض الآسيوي نحو الأولمبياد، إذ إن صياغة مستقبل الكرة السعودية تعين على القائمين عليها فرز خياراتهم بمنتهى الدقة وتنفيذ استراتيجيات التطوير على نحو يليق بها، فالخروج الغريب للجهازين الفني والإداري عبر وسائل الإعلام كل سقوط يفوق سقوط اللاعبين أنفسهم على المُعَشّب الأخضر، فالمباريات الثلاث التي خاضها شبابنا في الدوحة، حركت المياه الراكدة بشأن مستقبلنا المحفوف بالتشاؤم والرؤى المثقلة بالإحباط واليأس. شجاعة المسؤولية أضحى تحمل المسؤولية شعارا يكال له المديح ومخرجا «مخدرا» ينفذ من خلاله المهمل والعابث على حد سواء، فكم هو مؤلم أن نفشل عاما بعد آخر في ملامسة المونديال والأولمبياد والذهب القاري، ليس على مستوى المنتخب الأول والأندية فحسب، بل وعلى جميع مستويات المنتخبات والفرق في الفئات السنية، كان لزاما أن يكون متبنيا هذه التصاريح جديرا بالاستفادة منها فالاعتراف بالخطأ يعني عدم العودة إليه وهو مالم يفطن إليه رياضيونا، وإذا كان التاريخ يسجل لنا أن آخر ظهور مشرف لنا كان موسم 2007 بوصافة القارة الصفراء، فإنه يسجل أيضا الخيبات التي تقهقرت بنا إلى خارج قائمة المنتخبات المئة الأولى، فتوارينا رغم قوة دورينا ورياضتنا عن ساحات الكبار. الحس الوطني إن من أول أسباب دعم المنتخبات الوطينة، هو استشعار إدارة الأندية حسها الوطني الذي يفترض أن تضطلع به إدارات الأندية التي بات لزاما عليها النأي عن نزعات الأنانية الرياضية والتفكير بمنتهى العقلانية والوطنية، وهي ذات المسؤولية التي يجب أن يتبناها كل غيور على رياضتنا السعودية إذا ما أردنا الخروج من قمقم الإحباط، إذ نعول كثيرا على الأمير عبدالله بن مساعد في أن يعيد ترتيب رياضتنا على نحو يليق بها، بعد أن نالتها عاصفة الفوضى والتخبطات من اتحاد القدم الذي يبدو أنه لم يعد قادرا حتى على رسم وداعية مقبولة له فيما يحزم حقائبه للرحيل. تعجيل الخصخصة الملآذ الآمن لرياضتنا من فوضى تضخم الديون ولواسع الإحباط، وتطبيقها سيكون طوق نجاة تعيد للأندية استقرارها، فالوضع الحالي يكشف أن الأمور وصلت إلى آخر النفق وإلى أقصى طريق مسدود بشأن وضعها المالي المعقد، وعلى القائمين على رياضتنا التعجيل بهذا الأمر، فدخول التجار والجهات الاستثمارية سيعيد لها وهجها من منطلق أنها صناعة كبرى من شأنها در الأموال والأرباح والارتقاء برياضتنا على نحو أفضل يضعها في المقدمة وعلى منصات المنافسة، فالمال سيكون العصب الذي يعيدنا إلى الواجهة ويضعنا بين الكبار. مراجعة واستفادة الاستفادة من الماضي والشفافية أمران مطلوبان من رياضيينا لمواجهة التحديات، فتعثر الأخضر في الدوحة هو امتداد للتخبطات التي شوهت صقورنا وخطفت هيبتهم وجعلتهم لقمة سائغة لمنتخبات سهلة مثل تايلند وكوريا الشمالية، ودقت المسمار الأخير في نعش المنتخبات السعودية التي بات عليها ترقب عام 2018 إذا ما نفذ الأخضر من المجموعات الصعبة في حال حسم تأهله عن مجموعته الحالية، فالتسليم بكامل الأمر لمارفيك وجهازه الفني للتحكم بالكرة السعودية سيجعل من أي عثرة وبالا سيضرب قاعدتنا الرياضية في مقتل ويزيد الأمور تعقيدا، كان يجب أن نستفيد من أخطائنا السابقة وأن نعيد ترتيب أوراقنا على نحو يدعو للتفاؤل بدلا عن تلقي الصفعات المحبطة واحدة تلو الأخرى !!