خروج مذل ومهين وثلاث خسائر موجعة وخصوصا مباراته الثالثة التي كانت ثابتة بفضيحة ما بعدها فضيحة ووصمة عار في جبين الرياضة السعودية وليس على مستوى كرة القدم فحسب.. المنتخب السعودي الصقور الخضر ونسور الجزيرة العربية أبطال آسيا ثلاث مرات والوصيف مثلها والمنتخب العربي الوحيد الذي بلغ مونديال كأس العالم أربع مرات متتالية والذي كان مرشحا قويا لتحقيق البطولة الآسيوية ال(15) المقامة حاليا بقطر.. أخفق بكل ما تعنيه الكلمة من إخفاق.. منتخب أصبح مثل الحمل الوديع.. منتخب بدون هوية ولا روح ولا تكتيك ولا شيء صفر.. صفر في كل شيء لتغيب شمس الكرة السعودية عن سماء التنافس على الملأ وفي وقت قياسي يحدث للمرة الأولى. ضاع الحلم وتبخر وذهب أدراج الرياح إمكاناتنا كبيرة وقدراتنا عالية ولكن اللاعبين غير مسؤولين البتة بالوطن وأهميته ومكانته لاعبينا ممن نصنّفهم نجوماً، حتى لو نفخنا فيهم وطبّلنا لهم، وحتى لو كابرنا وبقينا ندور في فلك أن لدينا أقوى دوري عربي وأن وأن وأن.. وهي مقولة اكتشفنا أننا خدعنا بها أنفسنا كثيراً عندما حان وقت الجد، فما كدنا نبدأ حتى انتهينا نهاية مؤلمة، ولكنها كانت متوقعة عطفاً على معطيات سابقة كلها كانت تنبؤات بأن أفق المستقبل مظلم وسوداوي حتى لو تم تلميعه وإضاءة جنباته بشموع وقتية سرعان ما تنطفئ، ثم يعاد إشعالها عند الحاجة للمسير المؤقت.. وهذه المرة عدنا من الدوحة بخفي حنين، بعد أن كنا نحتضن الذهب وشتان بين الحملين، ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التي نجر فيها أذيال الخيبة ونغطي وجوهنا بأيدينا ونبكي بحرقة وألم وحسرة ليس على حاضرنا التعيس الذي توالت نكباته، بل على ماضينا الجميل الذي لم نحافظ عليه وضاع وسط الزحام، وظل الجميع يمنّي النفس بأمل العودة في كل مسابقة وبطولة، لكن هذا الأمل ظلّ كالسراب نقتفي أثره وهو يتلاشى من بين أيدينا حتى مات واقفاً، والجميع يشهد موته ويؤبّنه بعبارات خجولة لا تتعدى مسكنات. والسؤال من الذي أخفى شمس الوطن بعد أن كانت تملأ الآفاق؟ ومن يتحمل هذا الفشل الذريع في آسيا وتذيّل المنتخب لمجموعته وخروجه باكراً؟ وما قبلها من إخفاقات علقت في كل مرة على شماعة مختلفة، ومن له علاقة بهذه السلسلة التي قصمت ظهورنا من الفشل إداريين ولاعبين ؟، كان آخرها كأس آسيا التي كسرت بأيدينا في الدوحة فأدمى قلوبنا الفقد والإحباط، وحزن شعب بأكمله ظل يعطي الفرص تلو الفرص ويسامح ويغفر، لكنه الآن لن يفعلها، فقد ولّى ذلك الزمن وحان وقت الحساب والعقاب. نواف بن فيصل: توجيهات المليك خطة عملنا لتطوير الرياضة وبعد الإخفاق أكد الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب أنه سيعمل على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، بعد أن نال ثقة القيادة الرشيدة، وقال سموه إنه سيوفر كل ما يلزم لتطوير الرياضة والاهتمام بالشباب، جاء ذلك خلال مداخلة سموه مع القناة الرياضية الأسبوع الماضي. وأضاف سموه أن التاريخ الرياضي في المملكة مشرف، على الرغم من أن عمره مقارنة بآخرين بسيط إلا أننا استطاعنا تحقيق العديد من الانجازات وهذا يعود إلى القيادات الرياضية السابقة ابتداء من الأمير عبد الله الفيصل (رحمه الله) الذي وضع باكورة العمل الرياضي والأمير خالد الفيصل عندما كانت رعاية شباب و الأمير فيصل بن فهد « رحمه الله» عندما أصبحت رئاسة عامة لرعاية الشباب الذي طور القطاع ووضع له الأسس وسار على مسيرته الأمير سلطان بن فهد وكل ما قدموه يشكرون عليه وأنا أشعر نفسي أمام عمالقة وهذا سيعطى دافعا لتقديم كل ما لدي لتحقيق رغبات المواطنين. ومضى قائلاً: إنني عندما التقيت بمسؤولي رعاية الشباب في أول اجتماع لي معهم نقلت لهم توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - المتضمنة ضرورة تطوير الرياضة السعودية وتقديم خطوات عملية، ومنحتهم فترة زمنية يقدمون خلالها اقتراحاتهم ومبينا سموه أننا في مرحلة نحتاج فيها لوقفة جميع الرياضيين من مسؤولي الأندية وقادة الإعلام الرياضي ومن يعملون في الرياضة وهدفنا واحد رفعة الرياضة خاصة بأن يعمل كل واحد في مجال عمله. وبين الأمير نواف بن فيصل أن الآراء المتضمنة حل اتحاد الكرة يجب التعامل معها بتريث، لان مثل هذه الأمور يجب أن تتم بطريقة نظامية، موضحا أن حل أي اتحاد يتطلب انعقاد الجمعية العمومية، وحتى الآن لم تشكل الجمعية لإعادة تشكيلها ولكن كما يعرف الجميع بأن الجمعية لم تشكل بعد حسب النظام المعمول بالاتحاد السعودي الذي وضع مؤخراً وعلينا بأن لا نستعجل في مثل هذه الأمور والمثال على كلامي يجب بأن يتم اختيار 10 ممثلين للجمعية العمومية يكونون من الدرجتين الأولى والثانية وهذا لا يأتي إلا بعد انتخابات. وكشف الرئيس العام لرعاية الشباب بأنه لديه فكرة تتمحور حول عقد مؤتمر عام يضم كل أطياف ومسؤولي الأندية الممتازة والإعلام الرياضي و ممثلين عن اللاعبين المحترفين واللاعبين القدامى، ويكون هدفنا من هذا المؤتمر التصالح ومعرفة العيوب والشفافية وتحمل المسؤولية. مؤكداً سموه أن المؤتمر سيكون بمثابة ورشة عمل وسنسعى للاستفادة منها حيث سنخرج منه بتوصيات ونوضح من خلاله ماذا نريد من العمل و كيفية البدء به لتطبيقها ومتابعتها بشكل مطلوب والمؤتمر جاري العمل عليه. واعتبر الأمير نواف بن فيصل أن المنتخب الوطني ليس نتاج اتحاد الكرة وحده وإنما هو نتاج إدارات الأندية من المطالبة بالاهتمام بالقاعدة عبر المدارس الرياضة ودرجة الناشئين والشباب وإلى أن يصلوا إلى الفريق الأول. ورحب الأمير نواف بالنقد وطالب مسؤولي الأندية المباشرين بأن لا يوجهوا نقدهم إلى الإعلام وإنما التوجه لطاولة المسؤول لعدم الانفعال والاستعجال في الإدلاء بأي تصريح لأنه عليه بأن يتذكر بأن مواطن من بلاد الحرمين عليه التحلي بأخلاق وتعاليم ديننا الحنيف والأخلاق العربية الأصيلة. وتطرق سموه إلى بعض الأطروحات الإعلامية خلال مشاركة المنتخب الوطني الأخيرة قائلاً: للأسف أن هناك بعض الطرح الإعلامي لم يكن دقيقاً في نقل المعلومة، حيث ذكرت بعض الصحف أن ستة لاعبين رفضوا المشاركة مع المنتخب، وهذا الأمر غير صحيح، بالإضافة إلى أن بعض وسائل إعلام أجنبية نقلت معلومات غير دقيقة عن المنتخب وهذا أيضاً غير صحيح وأنا مسؤول عن كلامي أنا أعتبر هذا عملاً إعلامياً غير احترافي ويجب بأن لا تبنى الإشاعات على طروحات إعلامية. ودعا الأمير نواف القطاع الخاص بالاستثمار في المجال الرياضي كما طالب الإعلام بأن يكون طرحه يساعد على التسويق الرياضي، متمنياً في نهاية حديثه التوفيق له ولمسؤولي رعاية الشباب في المهمة الحال. ماذا قالوا عن المنتخب وما هي أسباب خروجه من البطولة الآسيوية اعتبر المحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي، عدم بلوغ المنتخب السعودي للأدوار النهائية في بطولة كأس أمم آسيا 2011م بأنه يمثل حسرة وألماً لكافة السعوديين، مبيناً أن مسؤولية فشل المنتخب السعودي يتحملها الذين سعوا للتطبيل والتخدير على حساب مصلحة الوطن وكانت النتيجة خروج المنتخب السعودي المبكر من البطولة القارية. وطالب رحيمي من المسؤولين الرد على تساؤله أين ذهب الأخضر السعودي الذي أطلق عليه في العام 2007م بأنه منتخب الأحلام؟ وتابع قائلاً هل ضاع في الأوهام التي حرص على تأييدها الكذابون خلال السنوات الماضية؟.. مبيناً أن المنتخب السعودي منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم نر أي جديد وبالعكس فقد الأخضر هيبته بسبب المطبلين الذين لا يضعون مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات، مؤكدا أنه لا يهدف للحصول على مناصب إدارية أو التواجد في أي لجان في الاتحاد السعودي... مستغرباً فلسفة البعض وطرح آراء لا تصب في مصلحة تطور المنتخب السعودي في السنوات المقبلة. وقال رحيمي لقد قالوا في السابق لا مكان للعواجيز في الأخضر السعودي وقائمة المنتخب السعودي الحالية في نهائيات كأس آسيا الحالية في الدوحة تفتقد للاعبين في بعض الخانات، فهل يعقل أن 14 نادياً سعودياً لا يملكون ظهيرين على مستوى عال.. مضيفا أن آراء الفلاسفة قادت الأخضر إلى مرحلة صعبة في ظل تلك القناعات ويبقى عنصر الخبرة مطلوباً في المنتخب السعودي بانضمام حسين عبدالغني ومحمد نور من أجل فرض القوة الفنية والتوازنات في قائمة اللاعبين كما سبق وأن حققت نجاحات سابقة وعلى سبيل المثال القائد المعتزل يوسف الثنيان في بطولة آسيا 1996م في الإمارات حينما أسهم بقوة في تحقيق اللقب في ذلك الوقت مما يؤكد أن العطاء ليس مقروناً بعامل السن في عالم كرة القدم. وكشف الرحيمي أنه سبق وحذر من حدوث مشكلة فنية للأخضر منذ تولي المدرب البرتغالي بيسيرو الذي لم يقدم أي شيء جديد مع المنتخب السعودي وطبيعي أن تتم إقالته ولكن عودة المدرب الوطني ناصر الجوهر والذي يعتبر مستشاراً فنياً في الاتحاد السعودي ليؤكد أن لا جديد في المنتخب السعودي، شاهدنا فوضى يعيشها الأخضر معه على الرغم من أنه أحد المستشارين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، متمنياً من المسؤولين إعادة النظر في اختيار اسم المدرب الذي يقود المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة ولا بد أن يكون وفق مواصفات فنية بحتة ولا بد من أن يكون برفقته جهاز إداري فني، وليس تكوين لجان من أجل إضاعة الوقت، مطالباً بأن يتم العمل على التصحيح بعيداً عن التطبيل والمجاملة التي أسهمت في حدوث الكارثة والسقوط المذل للمنتخب السعودي. أما المدرب الوطني محمد الخراشي قال إن خروج المنتخب السعودي من الدور الأول في نهائيات أمم آسيا 2011م صدمة كبيرة، وقال الخراشي الخروج من الدور الأول بعد خسارتي سوريا والأردن صدمة كبيرة لنا كرياضيين ولا نقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله.. وأضاف قائلا لا نستطيع القول إلا أن فترة الإعداد التي سبقت البطولة من المدرب البرتغالي بسيرو لم تكن موفقة أبداً، والآن حدث ما حدث والكلام لا يقدم ولا يؤخر، لكننا نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا في كل مايخص الرياضة السعودية على صعيد الأندية والمنتخبات في برمجة المسابقات المحلية ومدربي المنتخبات وتثقيف اللاعبين وبرنامج الاحتراف الواقعي وتطبيقه على أرض الواقع وعدد من الأمور الأخرى، وما حدث للمنتخب السعودي ليس نهاية المطاف ولا يعني أننا لسنا في الطريق الصحيح فنحن قطعنا مشواراً كبيراً ونحتاج إلى أن نفكر كثيراً في المرحلة المقبلة. وحمل الخراشي النسبة الأكبر لخروج الأخضر السعودي من الدور الأول في نهائيات آسيا 2011م للمدرب البرتغالي بسيرو فهو من عمل البرنامج الإعدادي للمنتخب وهو من اختار تشكيلة اللاعبين، وهو من أكد منذ سنة ونصف أن بطولة آسيا هو هدفه لإعداد منتخب قادر على إسعاد الجماهير السعودية لكنه لم يوفق في ذلك إطلاقاً، أما الجهاز الإداري واللاعبون فهم تحت أوامر بسيرو ولا يمكنهم أن يعملوا أكثر مما عملوا، فالإعداد السيئ أسهم كثيراً في ذلك، ولا أنسى غياب الانسجام بين اللاعبين فالسيد بسيرو لم يستقر على تشكيلة معينة حتى قبل البطولة بيوم ولأول يوم في انطلاقة البطولة لم يثبت على تشكيلة معينة، ولا أستطيع القول إلا الحمد لله على كل حال. واختتم الخراشي حديثه بقوله: ستظل للكرة السعودية لها مكانتها وهيبتها وحضورها القوي في المحافل على الرغم من الخروج المبكر في البطولة الآسيوية السابقة.