أوضحت الروائية اللبنانية هدى بركات ل «عكاظ» أنه لا علاقة لها حاليا بلجنة جائزة الرواية العربية «البوكر» 2015، والتي أعلنت أخيرا القائمة الطويلة للروايات العربية في دورتها الحالية، وما أثير حولها لاحقا من حيث اختيار رواية «في الهنا» للكاتب الكويتي طالب الرفاعي رغم مخالفتها لشروط الجائزة، ومن ثم سحبها من القائمة. وقالت بركات «تفاجأت بأن اعتذاري من قبول رئاسة اللجنة منذ البداية صار انسحابا من اللجنة»، فكل شيء كان واضحا، كما ذكرت «بداية من حواري مع رئيس جائزة البوكر الأم في لندن، وحتى المراسلات مع أمانة الجائزة»، وكشفت أنها رشحت لرئاسة اللجنة مع بداية العام 2015، وكان ذلك خلال لقاء على هامش ترشيحها لجائزة البوكر البريطانية، نظير كامل أعمالها، والتقت خلال تلك المناسبة رئيس الجائزة الأم في لندن، ووقف على رأيها حول الجائزة في نسختها العربية، وقالت «استشعرت منه شيئا من عدم الرضا حيال وضع الجائزة ونيته إلى تسييرها وفق الجائزة البريطانية. كما لو أن هناك إصلاحات جذرية ستنال نسختها العربية على أمل ترسيخ المصداقية لهذه الجائزة، وإعادة النظر في أسس استمرارها واستقلالها». وأشارت صاحبة «حجر الضحك» في حوارها الهاتفي مع «عكاظ» إلى أنها تلقت بعد ذلك رسالة مطولة بترشيحها لرئاسة اللجنة المكونة للدورة 2015، «تضمنت الرسالة الكثير من المطالب» التي لم تجد لها الوقت الكافي للالتزام بها؛ فضلا عن عدم القدرة على قراءتها ل160 عملا روائيا دفعة واحدة؛ إذ تقول «إن وقتي لا يسمح ألبتة بهكذا التزام صارم، والانقطاع التام لأعمال من هذا القبيل؛ لذا قررت في مايو وقبل تشكيل اللجنة وتسمية أعضائها أن أعتذر، وهذا ما حدث وقدرت لي أمانة الجائزة ذلك»؛ مطالبة كل من يركض خلف الزج باسمها في هذه اللجنة أن يستوضح من أمانة الجائزة - بحسب تعبيرها. وأوضحت صاحبة «أهل الهوى» أن أي تسريبات من داخل أي لجنة جائزة «تعني أن هناك مصدرا مسؤولا لا بد من ذكره، لذا يلزم توخي الحقيقة، أكدت قائلة «أنا لست متهربة من موقف أو جبانة.. ويؤلمني أن أظهر في موقف المتنصل، فلا يوجد أي معلومة تتعلق بي وربما تناوله آخرون عن هذه الجائزة...»، وعبرت بتعجب «بدا الأمر لي كما لو أنه قائم على توريطي لا أكثر!»، وعند هذا الجزئية تحديدا كشفت بركات أن علاقتها بالوسط الروائي العربي، وتحديدا ببعض الروائيين العرب منقطعة، ولا تهتم لذلك، فهي كما ترى عدم صلاحية تلك البيئة، وتصف نفسها: «إنني كائن غير اجتماعي، ولا أجيد العلاقات العامة، ولا أدخل في أي تجمع ولا أحرص على ذلك بتاتا.. لا وقت لدي لمثل تلك الأمور، وهذا ما انعكس علي سلبا برؤية قاصرة عني، اعتنقها الكثير من الروائيين العرب والمثقفين بشكل عام»، وأضافت بناء على تجربتها المختلفة، والتي حققت لها اسما عالميا، أنها بعزلتها متهمة بالتكبر، ما دفع بالكثير أن يجعل هذه العزلة مصدرا لاستبعادها، وتعيد ذلك إلى «جو المثقف العربي - عند البعض - الذي لا يقبل بحرية أي كاتب ليكون بعيدا فعلا وأن يكتب من عزلته ولا يتواصل مع أحد»، وتتساءل «هل لا بد أن يكون الكاتب منخرطا في كل الأنشطة الاجتماعية والثقافية داخليا ومحليا حتى يقبل به؟!». وكشفت أنه يصل بين فترة وأخرى إلى وصفها بأنها «صعبة وبعيدة»، وتعلق على ما يقال: «أرجوكم انسوني طالما أنا كذلك». وعن الروائي الكويتي طالب الرفاعي، ذكرت أنها قابلته منذ سنوات في القاهرة، وبقي الود والسلام عنوان ذلك اللقاء، فلا يوجد أكثر من هذا، وله كل اعتبار واجب لكاتب هو محل التقدير، وعادت تؤكد عدم علاقتها باللجنة التي اختارت، وأن لديها «كل المراسلات مع أمانة الجائزة التي تثبت ما تقول حول هذه القضية». وعما إذا كانت «جائزة البوكر العربية» تواجه منافسات من جوائز أخرى وتدفع اليوم ثمن سبقها وحضورها في المشهد الثقافي العربي، علقت صاحبة «حجر الضحك» بقولها: «هذه الحروب لا تليق بي»، وأنهت حديثها ل «عكاظ»، وهي الحائزة على جائزة نجيب محفوظ للآداب 2000، قائلة: «أنا أعيش عزلتي تماما وبعيدا عن هذا المشهد.. والآن في طريقي إلى قراءة نص طويل في مهرجان بجنوب فرنسا، ولي أن أتجنب كل هذه الأجواء».