أجمع سياسيون ودبلوماسيون على أن الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي غدا (الخميس) في جدة سيقف إلى جانب المملكة ويدعمها بقوة في مواجهة سياسات إيران. ورجحوا أن يثمر الاجتماع الذي يلتئم بطلب من المملكة عن تأييد الغالبية العظمي من الدول الأعضاء بالمنظمة، لعزلة إيران وفضح سياساتها، وأن يتماس، إلى حد كبير- مع البيانين الصادرين عن مجلسي الجامعة والتعاون الخليجي. وتوقع السفير سيد قاسم المصري «مساعد الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي» أن الاجتماع الطارئ للمنظمة سيفضي إلى بيان شامل يدين الاعتداءات التي تعرضت لها بعثتا المملكة في طهران ومشهد، كما سيدعو إيران إلى وقف التدخلات في الشؤون الداخلية لدول الجوار، والعمل من أجل إقامة علاقات تستند إلى المواثيق الدولية وخاصة ميثاق الأممالمتحدة والمنظمة واحترام سيادة الدول على أراضيها. فيما يرى الدكتور محمود كبيش عميد حقوق القاهرة السابق أن الاجتماع سيوسع من دائرة الإدانة للسياسات الإيرانية وحصار طهران وخاصة بعد الإدانة الصادرة من الدول العربية بالإجماع وكذا إدانة مجلس الأمن. واعتبر أن مثل هذه المواقف مهمة للغاية لأنها تؤدي إلى تعرية وعزلة السياسات الإيرانية التي عمدت على مدى العقود الماضية منذ الثورة الخمينية إلى التدخل السافر في شؤون الدول العربية واستباحة أوضاعها الداخلية وخاصة دول الخليج، وتطورت هذه التدخلات بشكل سافر لتدعم عمليات الإرهاب وزعزعة الاستقرار بهذه الدول. وفي الاتجاه ذاته يثمن سفير مصر السابق في الرياض ومساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية السفير سيد أبو زيد التحرك الدبلوماسي والقانوني الواعي للمملكة في محاصرة وفضح سياسات النظام الإيراني تجاه العديد من الدول العربية. وتابع قائلا «إن اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي يعتبر خطوة كبيرة على صعيد التوجه السعودي لتعرية وكشف أبعاد هذه المخططات والعمل على عزلتها إقليميا ودوليا بعد أن تجاوزت كل الحدود وتجاهلت المواثيق التي تمنح الحصانة للبعثات الدبلوماسية والقنصلية، بجانب دعم أعمال الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار. من جهته قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي إن إيران انتهكت في أزمتها مع المملكة القوانين والأعراف الدولية مرتين، الأولى حين تركت سفارة السعودية وقنصليتها في إيران تحترق على مسمع ومرآى من قوات الأمن إن لم تكن هذه القوات وغيرها قد شاركت في هذه الجريمة، وقبلها حين تصرفت طهران وكأنها الزعيم الأممي للطائفة الشيعية في العالم بأسره، وأن من حقها أن تتدخل في شؤون الدول دفاعا عن هذه الطائفة، في كل الأوقات وكل المواقف، وبأي صيغة. وأكد حسن أن ما ينتظره الشارع في الدول الإسلامية والعربية من الاجتماع الطارئ هو الضغط على طهران والإعلان عن الوقوف صفا واحدا في مواجهة الصلف والغطرسة الإيرانية ومواجهة أطماعها في المنطقة وتعليق عضوية إيران في المنظمة. من جانبه توقع الدكتور مدحت حماد، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشؤون الإيرانية، أن يعلن وزراء خارجية الدول الإسلامية خلال اجتماعهم الطارئ بالمملكة عن عدد من الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية في مواجهة الصلف والغطرسة الإيرانية في المنطقة العربية.