دانت دول الخليج بشدة أمس التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأكدت وقوفها «صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية في الإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب»، كما حملوا الحكومة الإيرانية مسؤولية الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد هذا الشهر. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بعد أن ترأس اجتماعاً خليجياً في الرياض دعت إليه المملكة، لبحث الاعتداءات الإيرانية على مقارها الدبلوماسية في إيران أخيراً، أن المملكة «تبحث اتخاذ إجراءات إضافية ضد إيران إن استمرت في سياستها الحالية»، معتبراً أن تصعيد الموقف يأتي «من إيران وليس السعودية». وشدد وزراء الخارجية لدول الخليج في بيان أمس، على وقوف دولهم «صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية، وتأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن، وتقديمهم للقضاء، مشيداً بكفاءة السلطة القضائية في المملكة واستقلالها ونزاهتها». وأضاف البيان: «بحث المجلس الوزاري تداعيات الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وعلى القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية، وأكد إدانته الشديدة ورفضه القاطع لهذه الاعتداءات، محملاَ السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية، وذلك بموجب التزامها باتفاقي فيينا عام 1961 وعام 1963، والقانون الدولي، التي تحتم على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية. كما استنكر المجلس الوزاري التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، التي جاءت من خلال التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية في شأن تنفيذ المملكة العربية السعودية الأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابين، عادّاً تلك التصريحات تحريضاً مباشراً للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية». وأكد المجلس الوزاري أن مثل هذه الأعمال لا تخدم السلم والأمن في المنطقة والعالم، وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وتؤدي إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة». وعبر المجلس عن تأييده الكامل للإجراءات التي اتخذتها المملكة في مواجهة الاعتداءات الإرهابية على بعثاتها الدبلوماسية في إيران، مؤكداً أن دول المجلس ستتخذ مزيداً من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات، مرحباً بالرفض القاطع الذي أبدته الدول العربية والإسلامية والصديقة ومجلس الأمن الدولي لهذه الاعتداءات، ودعا جميع الدول والمجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته الإقليمية والدولية كافة إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية لدى إيران». ودان المجلس الوزاري استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، وبث الفتنة الطائفية ودعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها وتحريضها على زعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس، ومنها ما كشفته البحرين أخيراً عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، واتفق المجلس الوزاري على وضع آلية فعالة لمواجهة تلك التدخلات الإيرانية». ودعا المجلس «المجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وعملاً، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها». ولفت الجبير إلى أن الاعتداءات الإيرانية ترفضها المواثيق والمعاهدات الدولية كافة، وأن منظمة التعاون والجامعة ستتخذان الموقف المناسب من الانتهاكات الإيرانية، مشدداً على أن السعودية ومجلس التعاون نجحا في صياغة قرار في مجلس الأمن، وهما بانتظار إجراءات إضافية ضد إيران. وقال وزير الخارجية السعودي إن «إيران لها تاريخ حافل في الاعتداء على السفارات والتدخل بشؤون دول الجوار، والكرة الآن في ملعب طهران، وعليها أن تحدد طبيعة سياستها إزاء دول الجوار». وفي الشأن اليمني، أكد أن إيران تواصل دعم الميليشيات، والدليل سفن السلاح التي اعترضتها السعودية، وكانت قادمة من طهران لدعم ميليشيات الحوثي، معتبراً أن المملكة ملتزمة بمساعدة الحكومة الشرعية اليمنية حتى إرساء سلطتها الكاملة. ... وأسلوبها منذ 35 عاماً غير مقبول قال وزير الخارجية عادل الجبير في المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع الوزاري أمس، إن السعودية تعمل مع المجتمع الدولي «لتوضيح الصورة الحقيقية لإيران أن الأسلوب الذي كانت تتبعه على مدى 35 سنة غير مقبول ومرفوض، وننظر في الإجراءات الإضافية التي بالإمكان اتخاذها تجاه إيران إذا ما استمرت في سياستها الحالية، وستكون الأمور أكثر وضوحاً مع مرور الوقت». وذكر أن الاجتماع ناقش بتوسع «الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة في طهران وفي القنصلية العامة في مشهد، كما ناقش المجلس السياسات الإيرانية العدوانية في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون دولها التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، مبيناً أن الاجتماع خرج برؤية مشتركة حيال هذه الاعتداءات الإيرانية». وقال في شأن تلقي الخارجية الإيرانية دعوة من منظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في اجتماع وزاري دعت إليه المملكة: إن منظمة التعاون الإسلامي تشمل إيران، وإيران عضوة فيها، فإذا المملكة طلبت انعقاد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، المنظمة ترسل هذه الدعوات إلى كل الأعضاء.