«غسل اليدين بدهن العود، ونثر كميات هائلة من الهيل أمام الضيوف، والمبالغ المالية، عبارة عن نوع من أنواع الهوس النفسي»، بهذا الوصف يلخص أستاذ علم النفس المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح الجارالله خلال حديثه ل«عكاظ» عن ظاهرة «الهياط» البادية في الانتشار في مواقع التواصل الاجتماعي. ويعزو الدكتور الجارالله التصرفات التي وصفها ب«الغريبة على المجتمع السعودي» إلى «الهوس النفسي» الذي ينم عن مشاعر النقص الموجودة في البناء الشخصي للفرد، مضيفا أن تلك المشاعر تدفعه إلى التعويض في صورة مبالغة من الكرم لسد هذا الشعور وتعويضه بطريقة مختلفة عن حقيقته الشخصية وبشكل مفاجئ للآخرين. ويرى أن المقاطع المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي أنها «صرعة غير مسبوقة» في المجتمع السعودي، مستدلا بمقاطع تظهر ضيوفا يغسلون أيديهم بعد وجبة العشاء بدهن العود الفاخر، إضافة إلى نثر كميات هائلة من الهيل على أرض المجلس أمام مرأى الضيوف، ورمي مبالغ مالية وعمل مناسبات تعمد إلى الفخر وإظهار الكرم بشكل مبالغ فيه، لافتا إلى أن «السلوكيات الغريبة» ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي «الكريم أصلا في طبائعه». ويشدد على ضرورة تبيان الخلل النفسي لمن وصفهم ب«المهووسين» لتصحيح هذه الأفعال غير المقبولة لدى أبناء المجتمع السعودي، موضحا أن توعية المجتمع مهمة، وترسيخ قيم الوسطية بدون مبالغة في شتى مناحي الحياة يعد أمرا في غاية الأهمية لمكافحة هذه التصرفات. ويضيف: «يتبع ذلك أيضا بيان وتوضيح أن هذه الأفعال الغريبة تسيء لمجتمعنا السعودي الوسطي لاسيما في ظل سهولة التواصل الإلكتروني، كما أن نشر مثل هذه السلوكيات قد تعكس صورة سلبية لدى المشاهد من أبناء الدول الأخرى عن المجتمع».