لا يرى لاعب الاتحاد السابق وهدافه البارز في التسعينات عبدالله فوال، حظوظا لفريقه في تحقيق لقب الدوري لهذا الموسم، حاصرا إياه بين الهلال والأهلي اللذين يراهما الأفضل فنيا وعناصريا والأجدر برفع الكأس في ختام الموسم، غير أنه أبدى تفاؤله بقدرة المدرب الروماني بيتوركا على إعادة النمور الآسيوية إلى جادة البطولات إذا ما أفلح في استغلال معسكر دبي على النحو الذي يعزز من خلاله الانسجام ويرفع معدل اللياقة البدنية، متناولا في حواره مع «عكاظ» أبرز الفترات التي مر بها مع الاتحاد والمكاسب التي حققها النادي في فترة الرئيس الحالي إبراهيم البلوي والأسباب الحقيقية التي تستدعي الإشادة به حتى وإن فشل في تحقيق أي لقب خلال فترته الحالية، متطرقا لجملة مواضيع تطالعون تفاصيلها فيما يلي: دعنا ننطلق من حيث انتهى الدوري، كيف تقيم القسم الأول، وهل من مؤشر لديك حول هوية البطل؟ لا يظهر لي أن فريقا من الأربعة عشر ظهر بمستوى ثابت عدا الهلال والأهلي، فالمستويات متذبذبة والأوضاع غير مستقرة، وأعتقد أن أحد المتصدرين سيتوج باللقب ولا أرى حظوظا في الأفق لغيرهما، فالاتحاد يعيش حالة من الارتباك الفني وسيدفع ثمن تعثره غير المبرر في أكثر من مباراة، حيث خسر 3 مباريات من الأهلي والنصر والفيصلي وهي النقاط التي وضعته خارج حدود المنافسة، والأخيرة تحديدا تجعله على بعد مسافة واسعة من أول السباق، كما أن التعادل مع الخليج والفتح لم يكن له ما يبرره، لذا سيكون الهدف الواضح والمنطقي هو البحث عن تثبيت الأقدام في المركز الثالث من الدوري وضمان المركز الآسيوي. ألا تتوقع أن يتحسن الحال مع بيتوركا بعد المعسكر الحالي في دبي؟ بيتوركا مدرب قدير ولديه قدرة على فرض أسلوبه الانضباطي على المجموعة، وبصراحة التوقيت مناسب والمكان مناسب، وهي فرصة لإعادة الحسابات حول بعض اللاعبين، وعلى «بيتي» اكتشاف العناصر الأصلح التي ستعينه على مواجهة الفرق الكبيرة والاستفادة من طول المعسكر في تعزيز الانسجام بين عناصره فضلا عن المعدل اللياقي. الأوضاع الحالية والتوقف عوامل تصب لمصلحة الاتحاد وأتمنى حقيقة أن يستفيد الفريق ويعود مجددا لوضعه الطبيعي منافسا قويا على البطولات، والأنباء عن الانضباط في المعسكر والتدريبات الصباحية والمسائية إلى جانب المباريات التجريبية التي خاضها الفريق، تبشر بعودة مختلفة معززة بالانسجام وارتفاع المعدل اللياقي لنجوم الفريق. هل تتوقع أن ينجح إبراهيم البلوي في تحقيق أي لقب قبل نهاية رئاسته للنادي في موسمين؟ يحسب لإبراهيم البلوي أنه أزاح الكثير من الديون عن النادي، وهذا بحد ذاته كافيا له ولشقيقه منصور، إذ وبكل أمانة استطاعا أن يخرجا النادي من نفق الأزمة المالية المتراكمة، حيث تقدم إبراهيم للرئاسة في الوقت الحساس والظرف الدقيق خاصة بعد تواري بعض أعضاء الشرف المؤثرين عن المشهد وغيابهم حتى عن الجمعية العمومية، ولم نكن لنشاهد منافسا بارزا ينافس إبراهيم البلوي على رئاسة النادي مع احترامي للجميع. إبراهيم البلوي تصدى لكل العقبات التي كانت في طريق النادي وقلص حجم الديون التي تخطت ال200 مليون، ولم تقف الإدارة عن التعاقدات مع لاعبين كبار أمثال مونتاري وريفاس وسان مارتن وغيرهم، حتى وإن لم يظهر بعضهم بالمستوى المأمول، فضلا عن أن الفريق حاليا يحتل المرتبة الثالثة في الدوري. أتمنى أن يتحقق للإدارة هذا الموسم ولو بطولة واحدة على الأقل توثق بها تاريخها في سجل العميد الشرفي. ما هو المطلوب من البلوي في الفترة الحالية؟ أعتقد أن الوقت الحالي للاتحاد يحتاج لبعض اللاعبين الأجانب والاحتفاظ بريفاس بصفته هدافا بارعا، ويحتاج الفريق إلى صانع لعب مؤثر له قدرة على دعم المهاجمين بالكرات الحاسمة، وتفعيل أدوار الوسط في النواحي الهجومية خاصة بوجود لاعبين محليين بارزين هجوميا، وأعتقد أن معسكر جبل علي فرصة للمدرب بيتوركا للوقوف على مستويات كافة لاعبيه الأجانب والمحليين وفرزهم جيدا. برأيك، من أبرز اللاعبين الحاليين محليا؟ هناك أكثر من لاعب بينهم عبدالرحمن الغامدي وفهد المولد ورياض الإبراهيم. وعلى مستوى الأجانب؟ في الاتحاد ريفاس الفنزويلي، وفي الهلال إدواردو البرازيلي، وفي الأهلي عمر السومة السوري، عدا ذلك مستوياتهم متقاربة وبين المتوسط والسيئ. الهلال والنصر لحقا بالاتحاد وطلبا قرضا بنكيا بضمان حقوقهما، كيف تفسر ذلك؟ أفسر ذلك بأن كل الأندية السعودية مقبلة على أزمات مالية كبيرة، وأن الأرقام العالية التي صرفتها على التعاقدات ومنها ما لم يحقق العائد الفني المطلوب، دفعت بالإدارة إلى خندق صعب من الديون المتراكمة والظروف المالية غير الجيدة، وسير الفريقين الغنيين بأعضاء الشرف المؤثرين يبرهن على أن المرحلة المقبلة لكرة القدم السعودية ستكون صعبة ومطلوب معها التركيز ودقة الاختيار قبل أن نفضي إلى مرحلة حرجة ربما تعطل الكثير من الأهداف وتحبط العديد من المواهب. وما هو الحل لخروج الأندية من الأزمات المالية الحالية؟ الحل الوحيد لإنقاذ أندية دوري جميل هو الخصخصة، ونستطيع أن نخرج من خلالها من دوامة الحاجة لأعضاء الشرف والبحث عن رعاة، فالواقع يقول إن التحول الاستثماري نحو الخصخصة سيجنبنا الوقوع مرة أخرى في الديون، وأن نحسب حسابا للنتائج التالية، ولدى أندية الاتحاد والنصر والهلال والأهلي والشباب مغريات لجذب أموال رجال أعمال ومستثمرين بإمكانهم الدخول في مزايدات لشراء هذه الأندية وإنقاذها دون الحاجة لقروض بنكية ورعاة متنفعين وغيرهم. عقدان من العطاء عبدالله فوال، كم هي الفترة التي قضيتها في الملاعب؟ أمضيت ما يزيد على 20 عاما، منذ عهد إدارة الأمير طلال بن منصور مرورا بإدارة إبراهيم أفندي فاللنجاوي، وجميعها مراحل كانت مليئة بالإنجازات والبطولات، حققنا كأس الدوري المشترك في عهد إبراهيم أفندي وكأس الملك عام 1408 في عهد حسين اللنجاوي، وقدمنا مستويات راقية تليق باسم نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية. ما هي الحقبة التي ترتبط بذاكرتك؟ جميع الحقب أعتز بها ولكن يظل الأمير طلال بن منصور أفضل رئيس مر على إدارة نادي الاتحاد من حيث دعمه المادي اللا محدود للنادي، ولا زال حتى اليوم حريصا على متابعة النادي، وتكفل سموه بالكثير من الدعم في العهد الذهبي للعميد، وله مواقفه المشرفة مع الجميع. وأتذكر في يوم ما تعرضت للإصابة وتم نقلي للمستشفى وزارني على السرير الأبيض وقد كنت نائما، وبقي معي حتى استيقظت، وهو موقف من عشرات المواقف مع الجميع لهذا الأمير الإنسان. ألا تفكر في العودة للعمل إداريا في النادي؟ لا أفكر في ذلك حاليا لارتباطي بظروف خاصة. من هو خليفتك من أسرتك في الملاعب؟ لدي من الأبناء سعود ومشاري، ولكن سعود هو من يقترب من خلافتي، حيث يتمتع بمهارات عالية جدا وفكر احترافي يؤهله أن يكون لاعب المستقبل في الاتحاد، وهو حاليا منتسب لواحدة من الأكاديميات العالمية في مدينة جدة، وأتمنى له التوفيق وأن يستشعر قيمة الانضباط والاحتراف بوجهه الحقيقي إذا ما أراد تحقيق أحلامه في السنوات المقبلة، وسيكون نجما بارزا إذا ما فطن لهذه التفاصيل التي أراها داعمة لأي لاعب في مشواره الكروي وسبيلا له لبلوغ أرقى مستويات الكرة العالمية.