تعرض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لانتقادات حادة لتجاهله لما تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي من قتل على الهوية في المقدادية إحدى مدن محافظة ديالى وطرد المئات من سكانها السنة. وبعد يومين من الهجوم الذي شنته عناصر ميليشيا الحشد الشيعية على المقدادية بلدة رئيس مجلس النواب العراقي، أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي عن تشكيل لجنة يكون في عضويتها رئيس المجلس سليم الجبوي للاطلاع على الأوضاع في المقدادية. واكتفت وزارة الدفاع بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق دون أن تقرر التدخل أو الطلب من ميليشيا الحشد الشعبي مغادرة المدينة، فقد أعدمت خلال الأيام الماضية بالمقدادية مدنيين سنة على الهوية، كما فجرت كل مساجد السنة في المدينة وعددها تسعة، وأحرقت محال تجارية وأسواقا وممتلكات عائلات سنية. وتتجاهل حكومة العبادي تماما عمليات القتل على الهوية التي تقوم بها الميليشيات المسلحة التابعة للحشد الشعبي، كما ترفض الوجود الأمني للمؤسسات الرسمية، بينما الحشد الشعبي يحكم قبضته على محافظة ديالى، ما دفع النائب عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي إلى وصف ما يجري في ديالى بالكارثة الإنسانية والقتل على الهوية والتغيير الديمغرافي الحقيقي، مؤكدا ل «عكاظ» أن ما يجري في المقدادية يتم وفق أجندات وعلى أيدي عصابات معروفة. وديالى هي المحافظة العراقية الوحيدة ذات الغالبية السنية التي لها حدود مع إيران، في حين أن المحافظات الحدودية الأخرى مع هذا البلد إما أنها ذات غالبية شيعية أو كردية، فضلا عن أن ديالى هي أقرب طريق بين بغدادوإيران. ديمغرافيا، تتكون محافظة ديالى بنسبة تتراوح بين 65 و70 في المئة من السنة، والباقي شيعة عرب وأكراد، وقد فازت القوى السياسية الممثلة للسنة منذ العام 2005 بالانتخابات المحلية لتشكيل مجالس المحافظة.