أثار إعلان جائزة البوكر العالمية للرواية العربية عن القائمة الطويلة يوم أمس جدلا واسعا بين النقاد والروائيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي بسبب غياب الروايات السعودية من القائمة. رغم أن الرواية السعودية حققت حضورا لافتا في الأعوام السابقة عبر «ترمي بشرر» لعبده خال، «طوق الحمام» لرجاء عالم، و«القندس» لمحمد حسن علوان. وعزا الناقد محمد العباس عبر حسابه بموقع التواصل الشهير «تويتر» أسباب هذا التراجع إلى أن الرواية السعودية لا تستحق أن تنشر لأسباب عديدة منها على حسب تعبيره الروائي بمواصفات «مفرخة» وناقد برتبة «طبال» وإعلامي يعادل «الجاهل» وقارئ بوعي «مشجع»، وذكر أننا بسبب المجاملات التي تتسيد الشهد الثقافي أضعنا الفرصة وخسرنا لحظة الرواية. وشدد على أن المهمة اليوم شاقة لإعادة الثقة إلى القارئ. وقال العباس إنه يقرأ شخصيا معظم ما ينتجه الروائيون السعوديون من أعمال ولكنه لا يجد فيها ما يستحق التعليق. ونوه بأن الكتابة عن الرداءة تهبط بالخطاب النقدي والذوق القرائي. وذكر العباس أن النقد الروائي الذي لازم طفرة الرواية قد أدى ما عليه حتى أصيب باليأس من التكرارات والرداءات. وشدد من ناحيته أن المؤسسات الثقافية شاركت بشكل أو بآخر في تدمير الرواية وإن كان الفعل الروائي مغامرة فردية. وذكر أن الرواية في السعودية تحقق أعلى مبيعات وطبعات والجميع مرتاح داخل هذه الكذبة الكبيرة. كما أكد أن الناقد الحقيقي لا يرضى بدور معلن عن منتج فاسد. وألقى باللوم في ختام تغريداته على الروائيين والنقاد الكبار والقراء النوعيين وأن هذه السجالات تقوم بدورها التحريضي لتجويد العمل والتأني والذهاب إلى عمق الفعل الروائي. ومن جهة أخرى، ذكر الروائي طاهر الزهراني عبر حسابه في «تويتر» أنه من المجحف أن نطلق الأحكام العامة على الأعمال الروائية المحلية، حيث إن النقاد لا يقرؤون إلا النزر القليل من النتاج. ولكنه شدد أن على النقاد والقراء والمتابعين للنتاج الروائي أن يكتفوا بالحكم على هذه الأعمال في نطاق قراءاتهم. وقال الزهراني إن النتاج لا يقرأ. وأكد أنه لم يقف على رواية تستحق على حد تعبيره. واتهم الزهراني نقاد بأنهم لا يتابعون كل النتاج. وأشار إلى أن الملاحق الثقافية أكبر دليل حيث إنها تتحمل جزءا من المسؤولية. وشدد بأن مسؤولية الناقد لا تقتصر على ما يستحق فقط وأنما تتجاوز ذلك بكثير. واختتم الزهراني تغريداته بأن الرواية امتحان. وأما من ناحيته قال الدكتور جمعان عبدالكريم عبر منشوره في الفيسبوك بأن لسنا مجتمعا روائيا وكتابنا ليسوا كتابا روائيين وأننا مختلفون جدا في إشارة تهكمية لما يدور في الوسط الروائي. فيما اكتفى الشاعر عبدالمحسن يوسف بسؤال كبير: كم لدينا رواية؟.