«إذا أردت أن تنجح في حياتك، اجعل المثابرة صديقك الحميم والتجربة مستشارك الحكيم والحذر أخاك الأكبر والرجاء عبقريتك الحارسة».. هذه الكلمات التي أطلقها الفيلسوف والشاعر والكاتب الإنجليزي جوزيف أديسوف قبل أكثر من 300 عام تجسد قصة العشق والتلازم التي عاشها المهندس علي بن إبراهيم النعيمي مع النفط والتي امتدت على مدار 60 عاما. لم يكن الصبي النحيل الذي ولد بقرية الراكة قرب الخبر في المنطقة الشرقية عام 1935، يعلم ماذا يخفي له القدر، حين دخل بوابة شركة أرامكو السعودية للمرة الأولى في حياته عام 1947 باحثا عن وظيفة، تركوه في مكتب شؤون الموظفين بالظهران قبل أن ينتقل للعمل في إدارة التنقيب ليعمل في وظيفة فني جيولوجي. شعر بالحزن والقهر عندما منعه مهندس أمريكي من الحصول على شربة ماء في بداية الخمسينات الميلادية، بداعي أن المكان مخصص للمهندسين فقط، قرر وقتها أن يطلق لطموحه اللجام، رمق بعينيه مكاتب المديرين والخبراء.. وقال في سره « إن غدا لناظره قريب». تفاعلت أرامكو مع حماسه المتوقد وطموحه المتصاعد.. وابتعثته إلى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1956، وانتقل منها إلى جامعة لاهاي بولاية بنسلفانيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث حصل على شهادة بكالوريوس في الجيولوجيا عام 1962، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الهيدرولوجيا «علم المياه الجوفية» والجيولوجيا الاقتصادية عام 1963. أفكاره ومبادراته لم تجعله يستمر طويلا في عمله الجديد لدى عودته كهيدرولوجي وجيولوجي في إدارة التنقيب، فقد قام بمهام تطويرية في إدارة العلاقات العامة وإدارة الاقتصاد وإدارة الإنتاج في المنطقة الجنوبية، فتم تعيينه ناظرا لقسم الإنتاج في بقيق عام 1969، ثم ترقى إلى مديرا مساعدا لإدارة الإنتاج، عام 1972، وعين مديرا لإدارة إنتاج المنطقة الجنوبية عام 1973، ثم أصبح مديرا لإدارة إنتاج المنطقة الشمالية عام 1974. اختير في منتصف عام 1975 نائبا للرئيس للإنتاج وحقن الماء، كما تولى مهام أخرى كنائب للرئيس للإنتاج وحقن الماء، ونائب للرئيس لإدارة العلاقات الصناعية، وخدمات إحياء السكن، وفي أواخر عام 1977 تولى لمدة شهرين مهام رئيس شركة أرامكو فيما وراء البحار في لاهاي. شغل عددا من المناصب بالوكالة منها منصب نائب أعلى للرئيس للخدمات لمدة ثلاثة أشهر ومنصب نائب الرئيس لدائرة شبكات الكهرباء، ومنصب نائب الرئيس للتموين، وفي عام 1978 عين نائبا أعلى للرئيس لأعمال الزيت، ثم اختير عام 1980 عضوا في مجلس إدارة شركة أرامكو، قبل أن يتم تعيينه في عام 1982 نائبا تنفيذيا للرئيس لأعمال الزيت والغاز، وهو المنصب الذي شغله قبل أن يتم تعيينه رئيسا لشركة أرامكو.