توقع عدد من الاقتصاديين، أن يشهد الاقتصاد الوطني نقلة نوعية عند تخصيص أسهم في شركة أرامكو العملاقة للمستثمرين بعد طرحها للتداول، مؤكدين أن ذلك سيوجد الملايين من فرص العمل، ويعمل على إحداث إضافة نوعية في مجالات التنمية التي أسهمت فيها أرامكو، ويعزز من شفافية وعمق السوق المالي وحوكمة الشركات المساهمة، وينوع مصادر الدخل. فيما اعتبر الأكاديمي والكاتب الاقتصادي الدكتور علي التواتي، أن أرامكو باتت علامة اقتصادية عالمية فهي عبارة عن مجموعة شركات مندمجة، منها ما يختص بالتنقيب، واستخراج النفط، ومنها ما يعكف على تصفيته وتصنيعه، بالإضافة إلى ما يختص بنقله وتسويقه. وقال التواتي: «عند تخصيص شركة أرامكو فستكون أكبر علامة اقتصادية عالمية، متجاوزة في ذلك شركة «آبل» العملاقة».، مشيرا إلى أن الدراسات والتجارب الاقتصادية أثبتت أن الصناعة يجب أن تكون في أيدي القطاع الخاص، لافتا إلى أن الدول المتقدمة تفرض ضرائب على الصناعات التي تقوم على المقدرات الطبيعية كشركات النفط والمعادن وصيد الأسماك. ونوه إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تجبي يوميا ضرائب بقيمة 85 مليون دولار على الشركات العاملة في مجال النفط، وكذلك بريطانيا التي تفرض 70 في المئة كضرائب على الشركات العاملة في المجال النفطي. وأضاف التواتي: «أرامكو باتت أيضا مؤسسة إنسانية تعليمية ولديها شبكة طيرانها الخاص، وتحتاج فعلا أن تقوم الدولة بتسليم جزء من الشركة للقطاع الخاص، وهي خطوة يشكر على التفكير فيها وطرحها سمو ولي ولي العهد، فشبكة طيران أرامكو يمكن طرحها للتخصيص والاستفادة منها في دعم حركة النقل الجوي، وكذلك شركات البناء التابعة لأرامكو كشركة «صدارة» التي يمكن طرحها للاكتتاب العام، حتى تسهم بفعالية أكبر في دعم التنمية، لاسيما وأن تجاربها كانت ناجحة وبامتياز في هذا المجال». وزاد: «كل ذلك سيولد ملايين الفرص الوظيفية، بل وسيعمل على تصدير التكنولوجيا التي برعت فيها أرامكو منذ ثلاثينيات القرن الماضي، فأرامكو كان ومازال لديها أنماط من التكنولوجيا والإدارة المتراكمة». واستطرد التواتي: «خروج عدة شركات من عباءة أرامكو للاكتتاب العام سيؤدي إلى التنويع في موارد الدولة، وإدراج هذه الشركات في سوق الأسهم المحلية سيدفع بلا شك لمزيد من الارتفاعات، طالما أن لهذه الشركات تأثيرا اقتصاديا، وسيعطي للسوق عمقا كبيرا، بما يعزز من الشفافية التي تنشدها هيئة سوق المال». واختتم قائلا: «ليس من المتوقع أن يؤثر قرار طرح حصص في شركة أرامكو للاكتتاب العام على تداولات سوق الأسهم اليوم باعتبار أن القرار لم يفصل حتى الآن كيفية الطرح وموعده الذي يترقبه جميع الاقتصاديين».