تقلصت أعداد السياح السعوديين في الخارج بنسبة عشرين في المئة مقارنة بالعام الماضي، نتيجة هبوط سوق الأسهم والانخفاض الملحوظ في أسعار العقار خلال الفتة الأخيرة. ووفقاً لملاك وكالات سفر سعودية، تحدثوا ل"عكاظ"، فإن تبدل الحال في هاتين السوقين من جني لأرباح كانت تمثل دخلا إضافيا للسعوديين، إلى تسجيلها خسائر متفاوتة، ألقى بظلاله على أعداد السعوديين المسافرين خارجياً في إجازة يناير المقبل، حيث انخفضت أعدادهم بصورة ملحوظة. وأشاروا إلى أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا مؤخراً دفعت بخمسين في المئة من المسافرين نحو أوروبا إلى إلغاء حجوزاتهم، إضافة إلى التشديد الذي بدأت تمارسه سفارة فرنسا على المسافرين دون ضرورة قصوى. وأكدوا أن دبي استأثرت بالنصيب الأكبر من حجوزات السعوديين في إجازة الشتاء، تلتها تركياوماليزيا، فيما تسببت الأوضاع الأمنية في مصر في عزوف المسافرين عن التوجه إليها بقصد السياحة. وقال رئيس وكالة سياحية الدكتور ناصر الطيار إن وكالته رصدت انخفاضاً في عدد المسافرين بنسبة عشرين في المئة مقارنة بالعام الفائت بعد التحولات في أسواق الأسهم والعقار. وتابع: "بعد هبوط أسعار النفط، وانخفاض العقار وسوق الأسهم.. تكالبت على السعوديين ظروف اقتصادية صعبة، ودفعتهم للتفكير في أمور أهم من السفر". وأكد الطيار أن الأوضاع الأمنية التي تعيشها أوروبا بعد أحداث باريس الإرهابية جعلت خمسين في المئة من المسافرين يلغون حجوزاتهم إلى أوروبا في إجازة الشتاء، مستدركاً بقوله: "معدلات الذين ألغوا حجوزاتهم إلى هناك كثيرة، فالإعلام الغربي يتحدث كثيراً عن هذه الأحداث، والمسافرون لا يرغبون في المخاطرة بأنفسهم في ظل هذه الأوضاع، حتى لا تعكّر عليهم رحلتهم". وأفاد بأنه رغم التشديد الأمني في أوروبا، إلا أن إجراءات السفر ومتطلبات الحصول على التأشيرات الأوروبية لازالت كما هي دون أي اشتراطات حديثة، مع وجود اجتماعات أوروبية متكررة بهذا الخصوص - على حد قوله -. وفيما يتعلق بوجهات سفر السعوديين في الخارج خلال إجازة يناير المقبل، أشار الطيّار إلى أن دول الخليج تتصدر وجهات سفر السعوديين حيث شهدت دبي وأبوظبي والكويت وقطر حجوزات مكثفة خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى ماليزيا وسيرلانكا وإندونيسيا آسيويا. ولفت إلى أن الطلب على المدن السياحية المصرية بسيط جداً بالنظر إلى الأحداث الأمنية التي تمر بها بين وقت وآخر، ما ينفر السياح من الذهاب إلى هناك. وزاد: "لا يكاد يمر يوم أو آخر حتى نسمع عن حادث إرهابي في مصر وهذا أمر يؤثر على السائح الذي لا يمكن أن يذهب إلى مكان فيه مخاطرة على نفسه، قبل أسابيع كان هناك تفجير في ملهى ليلي.. ولذا لن يذهب المسافر السعودي إلى هناك إلا إذا كانت لديه علاقات أسرية او تجارية". وتوقع الطيار توجه كثير من السعوديين نحو السياحة الداخلية في الإجازة القصيرة المقبلة من خلال إقامة المخيمات الشتوية المعتادة، وتحديداً بعد الأمطار والسيول التي شهدتها المملكة في الأسابيع الأخيرة ما يجعل الفرصة مواتية لتجربة السياحة داخل البلاد. من جانبه، أوضح عبدالله الغفيلي مدير وكالة سفر سياحية أن دبي لازالت هي الوجهة الأولى المفضلة للسياح السعوديين في الخارج، تليها تركيا التي رغم أجوائها الباردة إلا أن المسافرين يفضلونها عن سواها، مستدركاً بقوله: "يضاف إلى ذلك إندونيسيا وماليزيا كوجهتين مفضلتين للسعوديين في آسيا". ونوّه الغفيلي بتشديد السفارة الفرنسية على المسافرين الراغبين في الحصول على تأشيرات سفر منها، حيث لا تسمح إلا للمسافرين لأمر طارئ، فيما تصعب المسألة على المسافرين إلى هناك بقصد السياحة. على ذات الصعيد، قال عبدالرحمن شمس "رئيس وكالة سياحية" إن تركيز المسافرين السعوديين حالياً ينصب على السفر إلى الإمارات وعمان خليجياً، ثم السفر إلى تركيا. وتوقع شمس أن تساهم الظروف السياسية مستقبلاً في تقليص أعداد المسافرين السعوديين إلى الخارج، وأضاف: "في الفترة الأخيرة شهدت كثير من البلدان السياحية بعض الاضطرابات، ولذا نجد أن هناك مسافرين يلغون حجوزاتهم بسبب الأحداث التي تمر بها المدن المفضلة لهم خارجيا، وأعتقد أنه في المستقبل قد تنخفض خيارات سفرهم".