على أنقاض الأخبار القادمة من طهران والتي تؤكد تورط إيرانيين بحرق سفارة وقنصلية المملكة هناك، يسترجع السعوديون حادثة إحراق سفارة بلادهم في العاصمة الإيرانية عام 1987. تفاصيل تلك الليلة، جاءت بعمل منظم كما يعتقد محللون، إذ بدأ الهجوم عند الساعة ال8 على ثلاث دفعات، حتى تمكن آلاف المحتجين من كسر سور السفارة وحرق ثلاث سيارات، ليتمكنوا بعدها من الدلوف إلى مبنى السفارة والاعتداء على البعثة، وسط غياب (يعتقد أنه متعمد) من السلطات الإيرانية. الخبير بالشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي يقول ل«عكاظ» إن إيران تتصرف بشكل صبياني ومراهقة سياسية واضحة ولا تقيس الأمور بشكلها الطبيعي وسط انفعال غير منضبط على كافة الأصعدة والمستويات الرسمية وشبه الرسمية، مضيفا أن الجهات المؤدلجة كقوات الباسيج التي تأتمر بأمر المرشد الأعلى ومن بعده اللواء نقدي تم توجيههم مباشرة إلى السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، واعتدوا عليها وأتلفوا مستندات، مع تعريض البعثة الديبلوماسية للخطر. ويرى السلمي أن المملكة تحركت نحو خطوات إيجابية للرد على التجاوزات الإيرانية، مشيرا إلى أن خطابها شديد اللهجة الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية (واس) نقلا عن وزارة الخارجية، كان منتظرا لإيقاف العبث الإيراني في «الجمهورية التي لا تحترم كافة المواثيق والقوانين والدولية». وأضاف «هذا يعيد إلى الذاكرة ما حدث للبعثة الديبلوماسية في عام 1987، عندما تم إحراق السفارة السعودية في طهران وقتل الشهيد الغامدي وتعرض القائم بالأعمال بالإصابة واعتدى على عائلته، وعائلة بعض منسوبي البعثة الديبلوماسية». وأشار إلى أن ما تعرضت له السفارة السعودية والقنصلية جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، «ويجب تصعيد هذه القضية لأعلى الجهات العدلية كمحكمة العدل الدولية»، موضحا أن تاريخ طهران مليء بالاعتداءات على السفارات الأجنبية في أراضيها، كما حدث للسفارة الأمريكية في الحادثة الشهيرة والسعودية من بعدها وصولا للسفارة البريطانية في عام 2010، وبعد ذلك الفرنسية. ويؤكد السلمي أن الاعتداءات تمت بطرق متشابهة، ما يجعل تورط جهات رسمية وشبه رسمية في المسألة واردا، مضيفا «اليوم إيران شعرت بالخطر والحرج، بدأ الإعلام الإيراني يعلن اعتقال أشخاص لذر الرماد في العيون، أتحدى الإعلام الإيراني والسلطات الكشف عن ال40، ومحاكمتهم محاكمة تحضرها الديبلوماسية السعودية».